يعيش الشارع التندوفي خلال الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل، أجواء تطبعها التحضيرات المكثفة لاستقبال عيد الفطر بالشكل الذي يليق بهذه المناسبة الدينية، وذلك بتنظيف البيوت وصنع الحلويات وشراء ملابس العيد، إلى جانب استقبال المعتمرين، وغيرها من العادات المتجذّرة التي تحرص عليها العائلات التندوفية لاسترجاع نكهة عيد أيام زمان، فابتداء من الأسبوع الأخير من شهر رمضان، تشرع ربات البيوت في عمليات التنظيف الواسعة لاستقبال العيد من جهة والضيوف من الأهل والأقارب والجيران الذين يتبادلون الزيارات فيما بينهم. ومن جهة أخرى تنشغل ربات البيوت بتحضير الحلويات المتنوعة التي تزيّن طاولة الشاي في العيد، ولعل ما يزيد من متاعب المرأة التندوفية في هذه الأيام هو انشغالها ومشاركتها في شراء ملابس العيد المناسبة للأولاد. فأجواء نهاية رمضان تختلف عن بدايتها، حيث يلاحظ تغيير وجهة الأولياء من أسواق الخضر والفواكه إلى أسواق الملابس والأحذية، فهي إذن أجواء استثنائية يصنعها مجيء عيد الفطر للعائلات التي تسعى جاهدة لاستقباله في أحسن حلّة، حيث تمتزج الفرحة مع الحزن على فراق شهر الصيام والغفران.