ثمن الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس الاربعاء وقوف إيران الى جانب لبنان امام الاعتداءات الإسرائيلية، وخاصة ما قدمته لاعادة الاعمار بعد عدوان تموز 2006. وقال سليمان في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني بعد لقائه بقصر بعبدا في بيروت "خلال المباحثات تم التأكيد على اهمية دعم الدولة ومؤسساتها مما يساعد على مواجهة المؤامرات التي تسعى لزرع الفتنة بين اللبنانيين ونشر بذور الفوضى". وتابع "اكدنا حرص لبنان على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 في جميع بنوده، ولاسيما الانسحاب الكامل وغير المشروط من جميع الاراضي اللبنانية المحتلة، مع تمسكنا بحقنا في استعادة اراضينا بكافة الطرق". وأكد انه تم التوقيع مع الرئيس نجاد على عدد من المذكرات والاتفاقيات في المجالات المختلفة ولاسيما الزراعية والصحية والاقتصادية وفي مجالات الطاقة والمياه. وأكد الرئيس اللبناني خلال المؤتمر على حق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، مع التشديد على حق إيران في هذا المجال من خلال الحوار الهادئ وبعيدا عن اي عنف او تهديد. ومن جانبه، عبر الرئيس احمدي نجاد عن فخره بوقوف الشعب اللبناني وصموده في وجه العدوان الإسرائيلي. وقال "احمد الله اني تمكنت من تلبية الدعوة الكريمة لزيارة لبنان بلد الثقافة والعلم والادب.. لدينا مصالح مشتركة وكذلك اعداء مشتركون". ووصف نجاد مباحثاته مع سليمان بأنها كانت ايجابية وبناءة للغاية، قائلا "تطرقنا لشتى القضايا والمواضيع التي تخص العلاقات الثنائية والدولية، ووقعنا العديد من الاتفاقات في جميع المجالات". وفي الشأن الفلسطيني، قال نجاد إن القضية الفلسطينية لا بد ان تحل على اساس العدالة وان يعود اللاجئون الى وطنهم المحتل، وان تحرر كافة الاراضي المحتلة من قبل العدو الصهيوني. وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد وصل صباح امس الى القصر الجمهوري اللبناني في بعبدا، على رأس وفد رفيع في زيارة مثيرة للجدل هي الاولى لرئيس ايراني الى لبنان منذ زيارة الرئيس السابق محمد خاتمي في ماي 2003. وكان في مقدمة مستقبلي الرئيس نجاد في قصر بعبدا الرئيس ميشال سليمان، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وكبار المسؤولين اللبنانيين، وتمت مراسم الاستقبال بعزف النشيدين الايراني واللبناني. وبعد الانتهاء من مراسل الاستقبال أجري نجاد محادثات ثنائية في قصر بعبدا مع الرئيس ميشال سليمان، تلتها محادثات موسعة مع وفدين وزاريين لبناني وايراني، حيث تم توقيع اتفاقيات ثنائية. كما التقي نجاد رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وكانت طائرة الرئيس نجاد حطت في مطار رفيق الحريري الدولي الساعة 8,30 صباحا بتوقيت لبنان وكان في استقباله حشود شعبية ووفود سياسية تقدمها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري قبل ان يتوجه مباشرة إلى القصر الجمهوري في بعبدا قرب بيروت. وقال بري عند استقباله نجاد: "زيارتكم مهمة جدا للاصدقاء واصبحث اكثر اهمية بفعل اعدائنا"، في اشارة الى القلق الاسرائيلي من تلك الزيارة المثيرة للجدل. واصطف الالاف من اللبنانيين في شوارع العاصمة اللبنانية بيروت امس لاستقبال نجاد، ورفعت الاعلام الايرانية والملصقات والبالونات والرايات المرحبة بالرئيس الضيف على طول الطريق الرئيسي من مطار بيروت الى القصر الرئاسي. واغلقت معظم المدارس في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله واصطف العشرات من عناصر حزب الله بمرافقة الجيش اللبناني على طول الطرقات المؤدية الى القصر الرئاسي. وقبل ساعات من وصول الرئيس الايراني انفجرت قنبلة موضوعة تحت سيارة امام سني معروف بمواقفة المؤيدة لحزب الله فجر أمس الاربعاء في شمال لبنان، ولم يسفر الانفجار عن اصابات.