الإذاعة الرسمية الإسرائيلية تكشف عن زيارة مسؤول خليجي إلى تل أبيب تحدثت تقارير إخبارية إسرائيلية صادرة أول أمس، نقلا عن مسؤولين سامين في الحكومة الإسرائيلية، عن قيام مسؤول خليجي بزيارة “سرية” إلى تل أبيب، استجابة للدعوة التي وجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للدول العربية من أجل التعاون والوقوف في وجه التقارب الأمريكي الإيراني. بينما أورد موقع “ديبكا” خبر زيارة المسؤول الخليجي إلى إسرائيل، دون تحديد جنسية المسؤول، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية تصريحات نتنياهو في حديثه مع شبكة الأخبار الأمريكية “سي بي أس” الخميس المنصرم، والتي دعا فيها الدول العربية لاستغلال الفرصة للتوصل إلى سلام شامل مع إسرائيل، في إشارة إلى التخوف المشترك لدى عدد من الدول العربية وإسرائيل من التقارب الأمريكي الإيراني، فيما تحدثت مصادر سياسية إسرائيلية عن تقارب سعودي إماراتي مع إسرائيل، في تأكيد على أن الدولتين الخليجيتين تحاولان التنسيق مع الحكومة الإسرائيلية للحد من تأثيرات التقارب الأمريكي الإيراني على مصالحهم المشتركة في المنطقة. وتأتي هذه الأخبار التي نقلتها الإذاعة الإسرائيلية الرسمية والقناة التلفزيونية الثانية، في الوقت الذي يواصل فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التهديد باستخدام القوة العسكرية للرد على إيران ودفعها إلى التخلي عن برنامجها النووي، معتبرا أن التقارب بين طهران وواشنطن يهدد مصلحة بلاده، وبالتالي لن يتوانى في الدفاع عن مصلحة إسرائيل، مثلما جاء في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بقوله “إن بلاده قادرة على الدفاع عن نفسها دون الحاجة إلى مساعدة الولاياتالمتحدةالأمريكية”، وهو ذات ما ذهب إليه وزير الدفاع الإسرائيلي جلعاد أردان في حديثه مع الإذاعة الرسمية بقوله إن “الرئيس الأمريكي يعلم جيدا أن قدرات الجيش الإسرائيلي تكفل له مواجهة طهران منفردا”. ويرى المراقبون أن التقارب الأمريكي الإيراني دفع بتل أبيب إلى البحث عن حلفاء جدد في الاتحاد الأوروبي والشرق الأوسط، في إشارة إلى أن الحديث عن التقارب الإسرائيلي العربي مرده التخوف المشترك من محاولات إدارة البيت الأبيض حل أزمة البرنامج النووي الإيراني بالطرق السياسية والتخلي عن التهديد والضغوط، الأمر الذي تنظر إليه إسرائيل على أنه يهدد مصالحها، فيما تخشى الدول العربية وبالتحديد دول الخليج العربي من صمت إدارة أوباما على انتشار نفوذ إيران في المنطقة. من جانب آخر، يشير المتابعون لملف العلاقات الإسرائيلية العربية إلى أن الحديث عن التقارب الخليجي الإسرائيلي لا يهدف إلى تشكيل قطب مشترك ضد إيران ومن ثمة إلى عقد سلام شامل مع إسرائيل، بقدر ما يطمح هذا التقارب إلى حشد تحالف إقليمي للضغط على إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما من أجل الإبقاء على الضغوط على طهران وإجبارها على التخلي عن برنامجها النووي والإبقاء على العزل الدولي المفروض عليها منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران، في تأكيد على أن تقاطع المصالح الخليجية والإسرائيلية وراء هذا التقارب غير المعلن.