أكد البروفسور أحمد بن الذيب، رئيس مصلحة أمراض الثدي بمركز بيار وماري كوري لمكافحة داء السرطان، أن 20 بالمائة من سرطانات الثدي بالجزائر وراثية، مضيفا أن 12 بالمائة من الحالات تعني نساء لا تزيد أعمارهن عن 35 سنة، وهو ما يفسر، حسبه، إصابة الجزائريات في وقت مبكر خلافا للأوروبيات، ناهيك عن عامل السمنة المفرطة التي باتت مسجلة عند الكثيرات، ما يزيد من خطر إصابتهن بهذا النوع من السرطان. جاء ذلك خلال فعاليات الملتقى الدولي الذي نظمته جمعية ”الأمل” لمكافحة داء السرطان، بالتنسيق مع الجمعية الجزائرية لأمراض الثدي تزامنا مع فعاليات أكتوبر الشهر العالمي لسرطان الثدي، وقد ناقش المشاركون ضمن اللقاء مسألة إصابة الجزائريات بسرطان الثدي في سن مبكرة، حيث أوضح البروفسور أحمد بن الذيب أن المسألة لا تعنيهن فقط، بل تعني كذلك نساء منطقة المغرب العربي، المتراوحة أعمارهن بين 35 و40 سنة، واللواتي ارتفعت نسبة إصابتهن بسرطان الثدي المبكر من 12 بالمائة إلى 20 بالمائة، في حين لا تزيد النسبة عن 4 إلى 5 في المائة من الأوروبيات من الفئة العمرية ذاتها، مرجعا ذلك إلى أسباب متعددة تتصدرها الوراثة بنسبة 20 بالمائة إلى جانب عامل السمنة، حيث بينت معطيات الحالات التي تم رصدها للمصابات بسرطان الثدي بالجزائر أن 20 بالمائة منهن يعانين من السمنة المفرطة، كما أن 60 بالمائة لهن مشكل الوزن الزائد. كما لم يستبعد تسبب التجارب النووية التي عرفتها الجزائر في الستينيات في ظهور عديد حالات السرطان حاليا، وعن هذه المسألة أكدت طبيبة مختصة في العلاج بالأشعة من مستشفى فرانز فانون بالبليدة أنهم يستقبلوا عددا كبيرا من نساء منطقة الجلفة ووسارة أين يتواجد مركز المفاعل النووي، كما أشارت المتحدثة ذاتها إلى أنها استقبلت كذلك نساء شابات كن يعالجن ضد العقم، وبعد فترة من العلاج أصبن بسرطان الثدي، وهو ما يعطي تفسيرا آخر لإصابة الجزائرية في وقت مبكر بسرطان الثدي، خاصة وأن عددا لا يستهان به من نسائنا يعالجن ضد العقم.