أكثر من 5 آلاف عائلة معوزة معنية على وقع تكبيرات وتهليلات دوت قاعة الذبح بمذبحة الكاليتوس، بالعاصمة، حيث تم يومي عيد الأضحى نحر نحو 1000 رأس بين البقر والغنم وتوزيع لحومها على أكثر من 5 آلاف عائلة معوزة موزعة على ولايات الجزائر العاصمة، والمدية وبسكرة وتيزي وزو والبليدة، في إطار العملية التضامنية التي دأب على تنظيمها رجال أعمال أتراك في الخارج وبالجزائر. وككل سنة اتخذت شركة ”ميدياتيك” للاستشارة والأعمال كافة الإجراءات اللازمة التي من شأنها إنجاح عملية توزيع حصص العيد وإيصالها إلى أصحابها، وذلك من خلال العمل مع أهل الخير هنا بالجزائر من رؤساء البلديات ورجال الأعمال وبعض فعاليات المجتمع المدني. ومن أجل تغطية أكبر عدد ممكن من العائلات المعوزة تم هذه السنة إدراج بعض المناطق الجديدة على غرار بلدية سيدي عقبة ببسكرة وقصر البخاري بولاية المدية، إضافة إلى عائلات بولايات البليدة وتيزي وزو والجزائر العاصمة، على أن يتم توسيع العملية كل سنة، على حد قول المشرف العام على العملية ومدير شركة ”البرج” السيد حميد آلغون. وكان رجال الأعمال الأتراك قد حطوا الرحال بالجزائر يوم عرفة، وتم استقبالهم من طرف مسؤولي شركة ”ميدياتيك” وممثل من السفارة التركية، وفي صبيحة أول أيام العيد توجه أهل المبادرة لقضاء صلاة العيد مع جموع المصلين الجزائريين، ليتم عقب ذلك استقبالهم من طرف نظرائهم المقيمين بالجزائر، وهم جزء من العملية، في لقاء على مائدة واحدة تبادلوا فيها تهاني العيد مع تناول كل ما لذ وطاب من المأكولات والحلويات التركية والجزائرية. وفي حدود الحادية عشرة وصل ضيوف الجزائر لمركز العملية المتمثل في مذبحة بوترعة بالكاليتوس، حيث حظي الوفد التركي باستقبال رسمي من طرف سفير تركيا بالجزائر السيد عدنان كيشيجي، وكانت الفرصة لهؤلاء القادمين من تركيا وألمانيا لتبادل المعلومات والخبرات مع نظائرهم الأتراك المستثمرين بالجزائر وبعض رجال الأعمال الجزائريين ممن حضروا العملية. وبعد أداء صلاة الظهر انطلقت عملية النحر، حيث حضرت ”الخبر”، جانبا منها، فيتم إحضار الأضحية وهي مغمضة العينين مع تكبيرات الحاضرين، وبحركة سريعة وخاطفة يتم تكبيل الأضحية وتوجيهها إلى القبلة للشروع في نحرها، وكان يقف إلى جانبها رجل أسمر يدعى ”خير الله”، وهو رئيس الوفد التركي، يمسك بيده اليمنى الميكرفون وبيده اليسرى ورقة كتب عليها أسماء المتطوعين بالأضحية ويتلو على الحضور الأسماء المذكورة في الورقة واحدا تلو الآخر والبقية تصطف وراءه تكبر باسم الله أكبر، قبل أن يعطي الإشارة للذباح حتى ينحر الأضحية لتسلم روحها إلى بارئها، وتستمر العملية على هذا الشكل إلى آخر أضحية بالمذبحة. بعد الانتهاء من عملية الذبح والسلخ يجتمع مجموعة من الجزارة الشباب وباحترافية عالية يتم قطع لحوم الأضاحي إلى قطع متساوية ليتم وضعها في أكياس أعدت خصيصا لذلك تحمل علم البلدين الجزائر وتركيا بشعار ”مشروع التضامن الاجتماعي”، قبل أن يتسلمها مجموعة من الشباب غالبيتهم من الطلبة الأتراك الذين يدرسون في الجامعات الجزائرية مع زملائهم من الجزائريين لتوضع في زاوية خاصة تحترم فيها كل شروط النظافة. فضاء خاص للعائلات والأطفال لم يغفل القائمون على العملية تجهيز مكان لاستقبال العائلات سواء التركية أو الجزائرية التي حضرت العملية، حيث تم تخصيص مكان لهم مزين بالألعاب، ونشط اللقاء العائلي بهلواني أمتع الأطفال بألعاب وأغاني تجاوبوا معها بشكل كبير. كما خصص جناح للنساء تبادلن فيه أطراف الحديث وهم يستمتعن بصيحات فلذات أكبادهن وهم يستمتعون بفرحة العيد. ”هل من أحد؟” وفي هذا السياق قال المشرفون على العملية أنه بعد النجاح الذي عرفته المبادرة الخيرية التي أطلقها رجال الأعمال الأتراك وسميت ‘'مشروع التضامن الاجتماعي'' في السنوات الست الماضية ولقيت استحسانا كبيرا، قررت جمعية ”هل من أحد؟'' التركية، وهي صاحبة الفكرة والمبادرة مع شركة ‘'البرج” للاستشارة والأعمال المشرفة على العملية في الجزائر، ترسيخ الفكرة وتوسيعها حتى تستمر كل سنة، مع الأمل في انخراط أصحاب المال الجزائريين في هذه العملية التضامنية، لتمس أكبر عدد من العائلات المعوزة وطنيا، ولِمَ لا في دول الجوار في يوم من الأيام. وأصل المشروع التضامني هذا هو قيام أصحاب الشركات الأتراك، ممن يستثمرون خارج تركيا بالأساس، وكذا المقيمين، بالتبرع بما أمكنهم من أموال لفائدة الجمعية الخيرية ”هل من أحد” التي تأسست عقب الزلزال الرهيب الذي ضرب تركيا في تسعينات القرن الماضي وخلف آلاف القتلى ومثلهم من المحتاجين للمساعدة، على أن توجه تلك التبرعات لشراء أضاحي العيد ثم يتم تقسيم المتبرعين للتوجه إلى البلدان التي ينوون تقديم تبرعاتهم إلى معوزيها، حيث يترك هؤلاء أهاليهم ومشاغلهم ويقضون العيد مع ”إخوانهم” الذين هم بحاجة إلى المساعدة في كل الدول الإسلامية.