مرض قاتل، ويأتي في المرتبة الرابعة من بين الأمراض القاتلة بعد السكتة القلبية في المرتبة الأولى ثم الحوادث الوعائية المخية ثم العدوى التنفسي. يتمثل هذا المرض الذي يتطور بصفة مزمنة في إصابة المجاري التنفسية والرئة بانسداد تدريجي، إضافة إلى التوسع الدائم للحويصلات الهوائية داخل الرئة مع تدمير جدران الحويصلات. قد يصبح المصاب بهذا الداء كأنه يعاني من مرضين هما التهاب القصبات التنفسية المزمن وانتفاخ الرئة (EMPHYSEME) في آن واحد. وسرعان ما يؤدي هذا المرض بالشخص المصاب به إلى تغيير عاداته في التنفس، وفي استجابة جسمه لمتطلباته الفيزيولوجية ليتحوّل من طابعه ”الآيروبي” إلى ”الأنايروبي”، أي من استغلاله واستفادته من الهواء إلى استغنائه عن الهواء، وهذا ما يخلق مع الوقت اضطرابات عدة في وظائفه وقدراته التنفسية، حيث نشاهد تسارع وتيرة التنفس ومعاناة المريض المتزايدة من ضيق التنفس أكثر فأكثر. وأكثر أسباب هذا المرض العويص الذي يصيب الشخص في حدود الأربعين سنة فما فوق هو التدخين.