قالت وكالة أنباء رويترز إنّ "تونس مثقلة بهموم اقتصادية لم تتوقف منذ بدأ ثورتها، وبعد حوالي ثلاث سنوات لايزال كثير من التونسيين يشعرون بالضيق ويرون أن الاوضاع الاجتماعية لم تزد إلا سوءا بفعل استمرار الخصومات السياسية بين الائتلاف الحاكم الذي تقوده حركة النهضة التابعة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان والمعارضة".وأكدت أن المواطنون التونسيون يعانون من شظف العيش في ظل تلك الظروف الصعبة إذ يقول محمد عبد المؤمن الذي كان يعمل في مصنع إن ابنته ستضطر للانقطاع عن الدراسة وإنه أصبح عاجزا حتى عن توفير الأكل لابنائه الأربعة بعد اغلاق المصنع مضيفا أنه أصبح يعيش على اعانات بعض الأصدقاء. ووفق الوكالة، فإن هذه الحالات تظهر استمرار نفس الأسباب التي فجرت الثورة التونسية من مشاكل اقتصادية واجتماعية ومعدل تضخم مرتفع، فيما لا يكترث كثيرون بالحوار الوطني الحالي لحل الأزمة السياسية ويعتبرونه مجرد حوار من اجل الكراسي.ورصدت "رويترز" عدة مؤشرات علي تأزم الاقتصاد التونسي منها أن الاحتجاجات والاعتصامات والمطالب برفع الاجور أجبرت أكثر من 150 مستثمرا أجنبيا على غلق مؤسساتهم ما زاد من عمق الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعانيها البلاد وسط تراجع الصادرات المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي وهبوط الدينار التونسي الى أقل مستوياته وتراجع احتياطي البلاد من العملة الاجنبية. كما زاد استفحال الأزمة السياسية من مصاعب تونس في الاقتراض الخارجي لاسيما بعد خفض تصنيفها السيادي للبلاد. وأذكى تفجير انتحاري أمام فندق في منتجع سوسة السياحي المخاوف من سقوط البلاد في براثن الفوضى وتهديدات الجماعات الدينية المتشددة. ثم تخفيض التصنيف الائتماني لتونس مع نظرة سلبية.ويشكو عدد كبير من رجال الأعمال من تدهور الأوضاع الأمنية التي لم تعد تشجع الاستثمار الأجنبي. وبلغت الزيادات في الأجور هذا العام مليار دينار تونسي مما سيفاقم عجز ميزانية يصل الى 6.8 % وستكون نسبة النمو في حدود 3% بسبب تباطؤ الاقتصاد جراء الأزمة السياسية في البلاد واستمرار الازمة الاقتصادية في أوروبا أول شريك تجاري لتونس.من جهتها، انتقدت وداد بوشماوي رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية فشل النخبة في التوصل لاتفاق وحذرت من أن الاهتمام بالشأن السياسي تجاوز الاهتمام بالشأن الاقتصادي الذي وصفته بأنه "أصبح منسيا"، ولفتت إلى غياب الاستثمارات وتزايد عمليات التهريب التي تخرب الاقتصاد وتسهل دخول السلاح والمخدرات للبلاد. وقالت إن "النخبة السياسية خيبت الآمال ولم تستغل الفرصة، الآن كل الأضواء حمراء أمامنا".