أعلنت أمس جمعية قدماء المظليين بفرنسا عن وفاة الجنرال السفاح بول أوساريس عن 95 عاما. ويعرف عن أوساريس أنه أحد قادة الجيش الفرنسي الذين نظموا عمليات التعذيب أثناء الثورة الجزائرية. ويعد أوساريس المسؤول عن المخابرات الحربية الفرنسية في الجزائر منذ 1957، من أشهر المجرمين الذين طالبت الجزائر بعد الاستقلال بمقاضاتهم، أو على الأقل الاعتراف الرسمي بجرائمهم خلال حرب التحرير، وهذا ما رفضته السلطات الفرنسية رسميا، فأصرت على محاكمته سنة 2004 من أجل “تمجيد التعذيب” كما ورد في مذكراته المنشورة سنة 2001، وليس من أجل ممارسة التعذيب ضد الفدائيين الجزائريين. وكشف أوساريس في مذكراته أنه هو من أقدم على تصفية الشهيدين العربي بن مهيدي، وعلي بومنجل. وذكر أنه كان يتصرف وفق إرادة سياسية منظمة ومدعمة من قبل السلطات الفرنسية العليا، مفندا ما راج في الأوساط الفرنسية أن مسألة التعذيب كانت عبارة عن سلوكيات معزولة لأفراد معينين.