صراحة لا أفهم ولن أفهم كيف يرفض سلال أن يتدخل الفرنسيون في الشأن الجزائري بخصوص الحديث عن العهدة الرابعة، ويقبل أن يناقش الموضوع في الإليزي مع هولاند.! مدير الأمن الخارجي الفرنسي السابق هو الآخر يقول بلغة العارف بشؤون الأمن الجزائري بأن إبعاد الجنرال طرطاق عن مصلحة الاستعلامات الجزائرية، هو تحسين لصورة (D.R.S).! ولكن المسؤول الفرنسي لم يقل لنا تحسين صورة (D.R.S) لدى الفرنسيين أم لدى الجزائريين؟! الغريب في كل هذا أن المسؤول الفرنسي الأمني السابق يجزم بأن الوضع في الجزائر بخصوص الرئاسيات القادمة مازال غامضا، ويجتهد بالقول إن الفرقاء المتصارعين حول الرئاسة القادمة قد يلجأ بعضهم إلى تنظيم فوضى منظمة، ويقول بلغة العارف بالأمور إن ذلك أمر سهل؟!. وأحس بأن الوضع في الجزائر أصبح على كف عفريت، خاصة عندما يقول مسؤول (D.R.S) السابق هذا الكلام الخطير.! ورغم إيماني بأن قضية العهدة الرابعة قد حسمت ولم يعد أمام الرئيس بوتفليقة من خيار سوى الترشح لعهدة رابعة بعد أن أغلقت في وجهه الخيارات الأخرى كتغيير الدستور قبل الرئاسيات، وتنظيم رئاسيات لفائدة عهدة لنائبه المفترض، إلا أن حديث المسؤول الفرنسي عن موضوع “الفوضى” يدل على أن هناك خطورة لاتزال تواجه البلاد. نعم، ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة ثم تعديل الدستور بعد ذلك من موقع قوة انتخابية وتطبيقه بأثر لاحق، يبدو أنه الحل المناسب المطروح في الأفق الآن بصورة جدية.. لكن الحديث عن اللجوء إلى الفوضى هو المعطى الجديد الذي قد يشوش على مسعى الرئيس هذا، خاصة أن الجهة التي تتحدث عن الفوضى لاتزال عليمة بذات الصدور في الجزائر. فهل ما قاله سلال لساكني الإليزي من أن الرئاسيات الجزائرية شأن داخلي إذا حشرت فرنسا أنفها فيه ضد العهدة الرابعة، وهي شأن فرنسي بامتياز إذا أيدت فرنسا مسعى الرئيس لعهدة رابعة.؟! واضح أن الرئيس بوتفليقة لا يريد عهدة رابعة لنفسه، بل يريد عهدة رابعة لمن يخلفه باسم نائب الرئيس دستوريا وتكون هذه العهدة الرابعة هي العهدة الأولى للنائب الرئيس الذي يختاره الرئيس في نهاية المطاف ويرضى عنه محيط الرئيس والمتحكمون في تدفقات الريع البترولي وعائداته.. ولا يهم إذا تم ذلك بعد الانتخابات الرئاسية عبر تعديل الدستور أو تم ذلك قبل الانتخابات الرئاسية.. والمهم أن الرئيس سيعيّن من يخلفه عن طريق الدستور وليس عن طريق الانتخابات، لكن هل هذا يساعد أصحاب الحق الإلهي في تعيين الرؤساء ويجعلهم يسكتون عن سحب هذا الحق منهم بعد أن تمتعوا بممارسته 50 سنة كاملة؟! أم أن هؤلاء أيضا تعبوا ويريدون التخلص من هذا الأمر. [email protected]