الحديث عن العهدة الرابعة لم يعد مجرد هواية سياسية للمستجممين في الحقل السياسي، بل أضحت توجها عاما لدى قطاعا واسعا من الناشطين والسياسيين. احمد اويحي وهو واحد من الفاعلين في المشهد السياسي، صرح يوما ما انه لن يترشح لأي رئاسيات يكون فيها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مرشحا. أما عبد العزيز بلخادم الذي سطع نجمه في العقد الأخير، فقد أعرب عن أمنيته، وفحواها أن يترشح الرئيس بوتفليقة لعهدة رابعة، والعارفون بشؤون الآفلان يقول أن الأمنية في أدبيات الحرب هي طلب، ومعنى هذا انب لخادم يطلب من الرئيس التقدم لعهدة رابعة. وهنا اعترف أن إطارا من الحزب اخبرني قبل أيام قليلة أن هناك توجها داخل كواليس الآفلان يدفع لجعل مطلب العهدة الرابعة خيارا استراتيجيا وليس تكتيكيا للحزب العتيد. الحركة الشعبية التي يقودها الوزير عمارة بن يونس، لا يمانع ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة، بل ستعمل الحركة التي بدأت تشق طريقها في الخارطة السياسية على دعم هذا الخيار أن تحقق.... إذن: لا حظوا أن الحديث عن العهدة الرابعة بدأ يتبلور شيئا فشيئا، رغم أن الرئيس المعني الأول والأخير بالقرار لم يفصح عن نيته، بل أن الكثيرين ذهبوا في اتجاه عدم رغبته في الترشح عند تعاطيهم مع خطابه في سطيف خلال الحملة الانتخابية للتشريعيات والتي قال فيها أن جيله طاب جنانه. نحن هنا لسنا ضد الترشح لعهدة رابعة، مادام الدستور بشكله الحالي لا يمانع ذلك، لكننا أردنا فقط أن نثير الانتباه إلى أن الرئاسيات بدأت تلقي بظلالها على المشهد الوطني محتلة صدارة النقاش العام رغم الأولويات الملحة، اجتماعيا، اقتصاديا، سياسيا، وامنيا، ودبلوماسيا، فنرجو ألا تكون هذه المساعي تدخل في سياق المزايدات السياسوية التي يراد منها احتكار الساحة، أو التموقع على حساب قضايا الأمة...مجرد رأي.