اشتدت المنافسة بين الدول المصدرة للغاز في السوق الأسيوية التي تشهد نموا كبيرا في الطلب خلال السنوات الأخيرة، وتبذل روسيا جهودا في استدراك تأخرها مقارنة بقطروأستراليا عبر مزيد من التموقع في هذه السوق، بينما تحاول الجزائر إيجاد مكان لها رغم أن حصتها لا تتجاوز 0.73 مليون طن أو 730 ألف طن سنة 2012، من حجم طلب يصل إلى 166.56 مليون طن سنويا. أعلنت شركة “غاز بروم” الروسية أنها ستشرع في إنجاز مصنع ينتج 5 ملايين طن من الغاز الطبيعي المميع في السوق الآسيوية مع بداية 2015، ليشرع في تزويد السوق الآسيوية سنة 2018. وسيتم إنشاء هذا المصنع على حقول روسيا في أقصى المناطق الشرقية مثل ياكوتي وإركوتسك وجزيرة المحيط الهادي ساخالين. وأوضحت “غاز بروم” أن قطار ثانيا للإنتاج سيتم إطلاقه بقدرة إنتاج 5 ملايين طن في غضون 2020، إلى جانب قطار ثالث بنفس الحجم سيتم بناؤه لاحقا بعد استكمال الدراسات الخاصة بتأثيره على البيئة. وتسعى روسيا من خلال 3 شركات وطنية لأن تصطف ضد أسترالياوقطر الممونين الرئيسيين بالغاز الطبيعي المميع لآسيا. ومع تفجر الأزمة الاقتصادية في أوروبا، عملت الجزائر على إيجاد أسواق أخرى خاصة في آسيا، ففي سنة 2012 بلغت صادرات الجزائر من الغاز الطبيعي المميع إلى آسيا 0.73 مليون طن: 0.06 منها إلى الصين، 0.39 إلى الهند، 0.16 طن إلى اليابان و0.06 إلى كوريا الجنوبة و0.06 إلى تايوان، وفق أرقام الاتحاد الدولي للغاز. وتتصدر قطر قائمة مموني آسيا ب48.53 مليون طن، تليها ماليزيا ب23.11 مليون طن، ثم أستراليا ب20.72 مليون طن، وأندونيسيا ب17.87 مليون طن، وروسيا ب10.92 مليون طن. ويفوق حجم الطلب على الغاز الطبيعي المميع في آسيا الذي وصل إلى 166.56 مليون، بأضعاف الطلب في أوربا الذي يبلغ 48.37 مليون طن، وأمريكا 19.39 مليون طن. ويستشرف تقرير الاتحاد الدولي للغاز سنة 2013 أن تكون أستراليا أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم، بعد أن يضاف إلى إنتاجها الحالي 62 مليون طن من مشاريعها المنتظرة التي بلغت نسبة إنجازها 64% حاليا وقد تكتمل في غضون 2015، بينما يستبعد ذات التقرير الجزائر من الدول المرشحة لتغطية الطلب المتنامي على الغاز الطبيعي في العالم، خاصة أن مشاريعها تهدف إلى تجديد احتياطيها من الغاز الذي بدأ يتراجع. وحسب خبراء الطاقة، فإن إنتاج الغاز في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مهدد بالتراجع في السنوات القادمة بفعل الاضطرابات السياسية التي تعصف بدول المنطقة، حيث تشير التوقعات إلى انخفاض في الإنتاج القطري الذي يسير بأقصى طاقته ولا يمكنه تجاوز ذلك مستقبلا، علاوة على أن الاضطرابات في دول منتجة كاليمن ومصر وليبيا أدت إلى انخفاض الإنتاج العالمي لأول مرة منذ عشرات السنوات إلى 237.7 مليون طن. ويُتوقع تراجع إنتاج منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وقت حساس يشهد تزايدا في الطلب على الغاز الطبيعي، حيث انضمت 15 دولة منذ 2005 إلى قائمة المستوردين للغاز.