يرى خبراء أن الجزائر تعتبر أكبر منافس لكل من قطر وأستراليا في مجال إنتاج الغاز، ويمكنها دخول سباق (الريادة الغازية)، مشيرين إلى أنه لن تبقى قطر وأستراليا خلال السنوات القليلة المقبلة الوحيدتين من ضمن أكبر منتجي الغاز الطبيعي المميع باقتحام الولاياتالمتحدة للسوق حسب ديوان الاستشارة فاكتس غلوبل اينريجي المختص في الأسواق الغازية والنفطية. وتمكنت أستراليا من انتزاع حصص في سوق آسيا المحيط الهادي بفضل توقعات ارتفاع الأسعار التي تكهن بها هذا الأخير بالنسبة لعقودها الآجلة حسبما أفاد به ديوان الإستشارة في دراسته. وحسب ذات المصدر فإن أستراليا قد تمكنت خلال الفترة الممتدة بين 2006 و2010 من بيع 25 مليون طن من الغاز الطبيعي المميع من خلال عقود على المدى الطويل بينما لم يصدر قطر سوى 13 مليون طن خلال نفس الفترة. للإشارة فإن السباق من أجل عقود الغاز الطبيعي المميع تكثف خلال السنوات الأخيرة بين قطر وأستراليا المتنافستين على مركز الريادة. ومعلوم أن التوازن بين هذين البلدين قد توقف بفضل بروز الولاياتالمتحدةالأمريكية التي أعطت الضوء الأخضر لمشاريع تصدير الغاز الطبيعي المميع نحو العديد من أسواق العالم. وخلال الفترة 2011-2012 بلغ حجم عقود أستراليا الخاصة ببيع الغاز الطبيعي المميع على المدى الطويل 2ر31 مليون طن مقابل 4ر13 مليون بالنسبة لقطر و16 مليون طن للولايات المتحدة، إلا أن الديوان عبر عن مخاوفه معتبرا أنه بالنظر إلى 77 مليون طن من الغاز الطبيعي المميع الخاصة بقطر ومشاريع استراليا الثمانية الموجودة قيد الإعداد والمقرر تطبيقها خلال الفترة 2014 و2016 وتلك الخاصة بالولاياتالمتحدةالأمريكية فإن العرض سيكون كاف والسوق العالمية لن تحتاج إلى مشاريع إضافية. ولكن الديوان الذي يركز في دراسته على هذه الدول الثلاثة الرائدة يهمل بالمقابل فاعلين هامين آخرين على غرار الجزائر أو روسيا أول أكبر منتج الذي شرع منذ بضع سنوات في الاستثمار في الغاز الطبيعي المميع لتنويع أسواقه. وكان الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك السيد محمد زرقين قد أعلن بأن المجمع الجزائري يعتزم توسيع مبيعاته من الغاز الطبيعي المميع من خلال تبادلات مع غاز بروم. في حال تجسد هذا التبادل فإن ذلك سيمنح للجزائر أسواق حقيقية في آسيا التي تعتبر حاليا من أهم مستهلكي الغاز الطبيعي المميع في العالم. وفي سياق ذي صلة، تسعى سوناطراك وغاز بروم الروسية إلى رفع مبيعاتهما من الغاز الطبيعي المميع عبر العالم من خلال تبادلات تسمح للمجمعين بتسويق مبيعات بعضهما البعض (SWAP) حسبما أكده الرئيس المدير العام لسوناطراك الذي أوضح أن المجموعتين قد قبلتا بمبدأ هذا النوع من التعاون. وصرح السيد زرقين لوكالة الأنباء الجزائرية على هامش الندوة العالمية ال25 للغاز (لقد أجريت مشاورات مع الرئيس المدير العام لغاز بروم السيد ألكسي ميلر حول تبادل الغاز وتحدثنا عن السبل الكفيلة برفع المبيعات من الغاز الطبيعي المميع عبر العالم من خلال هذا النوع من التبادلات). وستكون هذه التبادلات ممكنة بعد أن شرعت المجموعة الروسية التي يعبر غازها المصدر عبر أنابيب نقل الغاز في إنتاج الغاز الطبيعي المميع لمضاعفة أسواقها. وقد تمكنت روسيا في السنوات الأخيرة من الحصول على حصص في الأسواق التقليدية للغاز الطبيعي المميع مثل آسيا التي تستحوذ عليها قطر إلى حد الآن. وسيسمح هذا النوع من التبادل للجزائر بتزويد زبائنها في آسيا عبر غاز بروم الذي سيقوم بدوره بتزويد زبائنه في أوروبا من خلال سوناطراك.