أوقفت مصالح الأمن بالعاصمة، فجر أمس، في مداهمة لحي ديار البركة ببراقي بالعاصمة، العشرات من الأشخاص المشتبه بتورطهم في أعمال شغب أثناء احتجاجهم للمطالبة بالترحيل لأربع أيام كاملة، انتهت بتسجيل عشرات الجرحى في صفوف الشرطة، وفقدان طفل لعينه، ومعاناة آخر في غرفة الإنعاش بمستشفى زميرلي، ومئات الإصابات بين المحتجين، وتخريب مقر الحالة المدنية للبلدية، بالإضافة إلى تحطيم سيارات. وقال عدد من سكان حي ديار البركة، ل«الخبر”، أمس، إن مصالح الأمن داهمت الحي في حدود الرابعة صباحا، حيث اقتحمت عدة منازل للمتورطين في أحداث الشغب، الأمر الذي أحدث فوضى وهلعا كبيرين بالحي، وتم اقتياد الموقوفين وسط صراخ عائلاتهم بدعوى أنهم غير معنيين بما جرى. كما حاول بعضهم منع رجال الأمن من دخول مساكنهم، بالإضافة إلى فرار آخرين إلى الشارع، واختباء البعض داخل عمارات حي 360 مسكن القريب من الحي، حسبهم، مشيرين إلى أن مصالح الأمن حجزت العديد من الأسلحة البيضاء لدى هؤلاء الشباب. ووقفت ”الخبر” على الخراب الذي تشهده براقي منذ أيام، حيث ما تزال مخلفات المتاريس وبقايا العجلات المطاطية المحروقة تتوسط طرقات المدينة، كما ظلت مداخل حي ديار البركة مغلقة بالحجارة وأكوام الأوساخ، في حين ضربت مصالح مكافحة الشغب طوقا أمنيا على مقري البلدية والدائرة، بالإضافة إلى مقر الأمن الحضري وسط براقي تحسبا لأي طارئ. فيما وجد العديد من مرتادي مصلحة الحالة المدنية للبلدية أنفسهم مجبرين على العودة دون استخراج وثائقهم الإدارية، جراء عملية التخريب التي تعرضت لها أول أمس من قبل الشباب الغاضب، الذين توجهوا إلى المقر وطالبوا رئيس البلدية بتجسيد وعوده ونقلهم من السكنات التي قضوا فيها أكثر من نصف قرن. وطالبت عائلات الموقوفين الجهات المعنية بضرورة إطلاق سراحهم، مشيرين إلى أنهم خرجوا للشارع بسبب تدني الظروف المعيشية في الحي، وتأخر عملية ترحيل الشطر الثالث من الحي منذ سنة 2010، مناشدين والي العاصمة ضرورة التدخل وترحيلهم إلى سكنات لائقة. وحاولت ”الخبر” الاتصال مرات عدة بخلية الاتصال لأمن ولاية الجزائر قصد التأكد من عدد الموقوفين ومعرفة أكثر تفاصيل عن المداهمة، غير أن محاولاتنا باءت بالفشل.