يعرج الشاعر الشعبي أحمد بوزيان، في ديوانه الأخير “انتفاضة القوافي”، باتجاه المشهد الثقافي ليتحدث عن أصالته وضحالته اليوم، بعد أن عصفت به المصالح وضاع في زحام الرداءة. يتميز شعر أحمد بوزيان بلغة ثالثة، تترنح بين العامية الجزائرية والفصحى، مما يجعلها قادرة على أن تكون سفيرة الهوية الجزائرية إلى البلدان العربية، ويشتغل الشاعر الشعبي على التجريب ويتقصى اللمحات الشعرية في كل الأغراض الشعرية، ما تجلى في ديوانه “انتفاضة القوافي”، الذي مدح فيه النبي وتحدث عن الحكمة وتفكيك بعض الظواهر الاجتماعية، كما حذر من خطورة تدني المستوى الثقافي الجزائري، في إحدى قصائده الشعبية: “اسمع فن اليوم تبقى مستعجب لا معنى في كلامهم ولا هدرة”. ويوضح في مقطع آخر كيف ضاعت الهوية الجزائرية “باقي غير الاسم والعنوان عرب والشيء الآخر كل يوصل من برا”. ويحرص الشاعر على تقديم قصائده مسموعة، حيث يتضمن ديوان “انتفاضة القوافي” قرصا مضغوطا وقراءة شعرية لمدة ساعتين ونصف ل26 قصيدة.. وقدمت له الأوركسترا السينفونية الوطنية مؤخرا قصيدة “مرحا” و”أبشر يا رمز الحرية”، أداها محمد فؤاد ومان وقصيدة وطنية مع الراحل محمد بوليفة، غنتها راضية منال ومحمد لعراف حول الطريق السيار لم تر النور، وهي من إنتاج التلفزيون الوطني، كما شارك المغني رضا دوماز تقديم العديد من الأغاني. وأكد الشاعر في تصريح ل “الخبر” على ضرورة “الاهتمام بالولايات الداخلية الغنية بالكفاءات أو ما يطلق عليه” باقي الوطن “الذي يعاني التهميش الحقيقي”. وقال في هذا الإطار أن الجهات التي تشرف على تنظيم الملتقيات لا تهتم بمن لديهم مستوى حقيقي” بينما الأسماء الأدبية الحقيقية عزفت على الظهور وانزوت في بيوتها مما فتح المجال للغث والسمين”. الجدير بالذكر، أن الشاعر أحمد بوزيان صدرت له عديد الأعمال، منها ديوان “وحي الوئام مسموع ومقروء”، وديوان “بين الممنوع والممتنع” في ثلاث طبعات، وديوان “ملحمة بابا مرزوق” و”قطوف من الذاكرة” و”أصوات معاصرة”، و”قصائد للثورة والوطن”. ويستعد بوزيان لإصدار أنطولوجيا الشعر المغاربي وامتداداته على مستوى خمسين قرنا، من خلال مقارنة بين الأشكال الشعرية القديمة والمعاصرة لدحض فكرة أن الأشكال الشعرية القديمة لا يمكن أن تكتب اليوم.