وزارة تهمي تكتفي بدور المتفرج تطفو هذه الأيام على السطح ملامح الطلاق بين رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة والمدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش. تحولت نعمة التأهل إلى المونديال للمرة الثانية على التوالي إلى نقمة بعد ظهور القبضة الحديدية بين المسؤول الأول عن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة والمدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش، وهي القبضة التي ستكون عواقبها وخيمة على التشكيلة الوطنية التي تتأهب للمشاركة في أكبر تظاهرة كروية عالمية وسط مشاكل سبق أن عاشها المنتخب خلال مشاركته الأخيرة في مونديال جنوب إفريقيا، وعصفت ب “الخضر” خارج المنافسة في الدور الأول بعد خسارة أمام منتخب سلوفينيا بنتيجة (1/0) وتعادل أمام الإنجليز ب(0/0) وهزيمة أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية بهدف دون رد. السيناريو الذي عاشه من قبل الشيخ رابح سعدان قبل الذهاب إلى بلد مانديلا وحتى أثناء المنافسة العالمية في 2010، يتكرر هذه الأيام مع المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش الذي “أجبر” بطريقة أو أخرى للدخول في صراع هو في غنى عنه، لاسيما أننا على بعد أقل من ثلاثة أشهر عن أول موعد ودي تحضيري للمونديال لرفاق مجيد بوقرة أمام منتخب سلوفينيا يوم 5 مارس القادم بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، وهي المباراة التي لم يستشر فيها التقني وحيد حاليلوزيتش. تصريحات المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش في مختلف وسائل الإعلام، وبالرغم من أنها منطقية إلى حد بعيد، إلا أنها لم ترق لرئيس الفاف محمد روراوة، خاصة عندما قال وحيد في حواره لقناة “فرانس24” الفرنسية أنه ليس كبشا حتى يقول دائما نعم للمسؤولين، وهي العبارة التي أغضبت كثيرا الحاج روراوة الذي وجه إنذارا كتابيا لمدربه، طالبا منه الكف عن الإدلاء بتصريحات، بحجة أنه لا يحسن الحديث باللغة الفرنسية، قبل أن يخرج للعيان في قناة “دزاير تي في” ويكشف أنه أمهل التقني البوسني إلى غاية نهاية جانفي الجاري للرد على اقتراحات الفاف بشأن تمديد العقد، وإلا فإن الاتحادية ستبدأ رحلة البحث عن مدرب آخر يقود سفينة “الخضر” في بلد السامبا. وحيد حاليلوزيتش المعروف بتعنته انتهز أول فرصة ليظهر للجميع أنه فعلا “ليس كبشا”، حيث لم يكتف أول أمس في تصريح للقناة الإذاعية الثالثة بتكذيبه لرئيس الفاف بشأن مهلة نهاية جانفي، بل بدا غير مكترث بالقيل والقال، ضاربا موعدا للجميع إلى ما بعد نهاية المونديال لتقرير مصيره بشأن البقاء أو الذهاب من العارضة الفنية للمنتخب الوطني. وأمام هذا الصدام الذي لا يخدم لا رئيس الفاف ولا المدرب الوطني ولا اللاعبين ولا حتى الجمهور الكروي الجزائري، يبقى السؤال الذي يطرح نفسه في كل مرة يوجد فيها المنتخب على أبواب منافسة كبيرة: لماذا تظهر هذه المشاكل في هذا الوقت بالذات؟ ولفائدة من هذه القبضة التي تغذيها أطراف أضحى همها المصلحة الشخصية الضيقة وليس المصلحة العامة، لأن المنتخب ليس ملكا لروراوة ولا لحاليلوزيتش ولا لغيرهما، فالمنتخب أكبر بكثير من حصره في أشخاص، وهنا يأتي دور الهيئة المسؤولة عن “الحاج” و “حاليلو”، وهي وزارة الشباب والرياضة التي من المفروض أن تضع حدا لهذه المهزلة وتوقف هذا الغسيل الذي ينشر في كل مرة على وسائل الإعلام، لكن الظاهر أن الوزارة وصية على كل الاتحاديات إلا اتحادية كرة القدم.