أعلنت المعارضة الأوكرانية اليوم الاثنين استعدادها لتشكيل الحكومة الجديدة وأخذ كامل المسؤولية على عاتقها لكن دون أن يشارك حزب الأقاليم الحاكم في هذه الحكومة. وقال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب باتكيفشينا /الوطن/ المعارض أرسيني ياتسينيوك في تصريحات متلفزة الليلة الماضية "لقد قلنا بوضوح إننا مستعدون لتشكيل حكومة يثق بها الشعب ويتعاون معها الشركاء الغربيون". كما استبعد ياتسينيوك تشكيل حكومة يشارك فيها الحزب الحاكم قائلا "لا نوافق على ذلك إننا نشكل الحكومة بمفردنا وفي هذه الحال نأخذ المسؤولية عما يجر في البلاد على عاتقنا". وأضاف أن "أولويات المعارضة في حال تشكيلها الحكومة ستتركزعلى إلغاء الاحتكارات وإجراء إصلاحات في مجال الطاقة من أجل تقليص الاعتماد على موارد الطاقة المستوردة". واستطرد قائلا "إننا ننوي القضاء على الفساد الذي بلغ مستوى غير مسبوق وإجراء إصلاحات في المجالين الضريبي والمصرفي متابعا أنه يجب إجراء إصلاحات تشمل منظومة القضاء والأجهزة الأمنية أيضا". وأشار الى أن "المعارضة تأمل أن يقدم صندوق النقد الدولي والبنك العالمي لها قروضا وهي تتوقع الحصول على مساعدات من الاتحاد الأوروبي وبنك الاستثمار الأوروبي ومختلف المستثمرين من أوروبا والولاياتالمتحدة" مشددا على أن "مثل هذه القروض لا تقدم إلا لحكومة جديدة تشكلها المعارضة". وكانت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أعلنت أن الاتحاد يحضر بمعية الولاياتالمتحدة برنامج مساعدة مالية لأوكرانيا. وقالت أشتون في حديث على هامش مؤتمر ميونيخ حول الأمن أوردته صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية في عددها اليوم أن الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة "يضعان خطة لمعرفة ما يمكن القيام به اعتبارا من الآن في مختلف قطاعات الاقتصاد من أجل تحسين الأوضاع بهذا البلد". وأضافت أن المساعدة "لن تشمل فقط المال" إذ يحتمل تقديم ضمانات مالية ومساعدات للاستثمار أو دعما للعملة الأوكرانية لضمان استقرارها. وكان رئيس الوزراء الأوكراني ميكولا ازاروف قد قدر قبل تقديم استقالته في شهر ديسمبر الماضي قيمة المساعدة المالية التي تحتاجها بلاده من الاتحاد الأوروبي بنحو 20 مليار أورو وألمح حينذاك إلى أنه "بإمكان هذه المساعدة أن تكون مساهمة من الاتحاد في مجال الاستثمارات أو في مشاريع مشتركة تفيد الطرفين". تجدر الإشارة الى أن ياتسينيوك وهو يتزعم حاليا حزب "باتكيفشينا" بينما تبقى زعيمته يوليا تيموشينكو في السجن سبق أن أبدى تحفظه عندما عرض عليه الرئيس فيكتور يانوكوفيتش منصب رئيس الوزراء لكن الحكومة الأوكرانية التي شكلها حزب الأقاليم الحاكم استقالت نهاية الشهر الماضي في إطار سلسلة التنازلات التي أقدمت عليها السلطات من أجل نزع فتيل التوتر مع المعارضة على خلفية الأزمة السياسية التي تستمر منذ نوفمبرحين رفض الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفتيش توقيع اتفاقات شراكة مع الاتحاد الأوروبي.