أعلن رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، أنه يؤيد الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، في هجومه على قائد جهاز الاستخبارات، ”بشرط أن تكون اتهاماته مفصولة عن الرئاسيات، وإلا نعتبرها صرخة في الهواء”. وقال جاب الله أمس في تصريح ل”الخبر”، على هامش لقاء وطني لشباب حزبه بالعاصمة، إن سعداني ”إذا كان يقصد بانتقاداته العمل على إبعاد جهاز المخابرات عن السياسة، فهو خير. أما إقحام خرجته في سياق الانتخابات الرئاسية، فهي لا تعدو أن تكون صرخة في الهواء”. وأبدى رئيس ”العدالة” ارتياحا لدعوة سعداني مدير دائرة الاستعلام والأمن، الفريق محمد مدين، إلى الاستقالة بدعوى أنه فشل في مهامه. وقال: ”ما ذكره سعداني بشأن تدخل المخابرات في تكسير العمل السياسي، قلناه من قبل لكن لا أحد صدقنا، وبالتالي كلام الأمين العام للأفالان قديم، أمّا الجديد فيه فهو اعتراف مباشر من أحد رجالات الدولة ومن أوفياء الرئيس بوتفليقة”. ووصف جاب الله حالة الرئيس الصحية بقوله: ”وصلنا للأسف إلى مرحلة يحكم فيها رئيس مريض لا يقوى حتى على خدمة نفسه، لكن محيطه يدعوه إلى الاستمرار في الحكم بحجج واهية، بأن مستقبل البلاد في يده لكنّه مربوط في صنم”. ووصف رئيس العدالة والتنمية الوضع الراهن الذي يسبق رئاسيات 17 أفريل، بمرحلة ”الحيرة والتيهان، التي نجح النظام في استحداثها رغم الانفتاح السياسي سنة 1989”، مشيرا إلى أنه ”بعد ربع قرن سارت الحريات إلى الوراء، تحت سقف سياسة الغالب والمغلوب التي منحت للنظام فرصة إحكام قبضته على مؤسسات الدولة، لتتحول في عهد بوتفليقة إلى ”دولة بوليسية”. وحمّل جاب الله مسؤولية ما يصفه بمرحلة ”الحيرة والتيهان” إلى السياسيين والمثقفين، من خلال تخلي أنصارها عن مهامها في تشجيع الديمقراطية إلى رفع شعار ”الدنيا مع الواقف”، موضحا: ”والواقف هما طبعا مؤسستا الرئاسة والمخابرات، فظهر مفهوم آخر للعمل السياسي في الجزائر شعاره المصالح قبل كل شيء، والعدل فيها مصلحة الأقوى في ظل صمت الطبقة المثقفة”. وفي موضوع منع وزارة الداخلية من الترويج لحملة المقاطعة للرئاسيات، قال جاب الله: ”إنه صورة للاستبداد”، مشيرا إلى أن موقف حزبه من هذه القضية ومسألة الترشح للرئاسيات ستحدد الجمعة المقبل خلال انعقاد مجلس شورى الحزب.