موسكو تلوح باستعمال حق النقض إزاء قرار مجلس الأمن ضد دمشق تجدد فصل تبادل الاتهامات بين وفد الحكومة السورية والائتلاف المعارض في أولى جلسات الجولة الثانية من مفاوضات جنيف 2، حيث التقى الوفدان أمس بحضور الوسيط الأممي والعربي الأخضر الإبراهيمي، في محاولة لبعث النقاش على طريق التوافق لإنهاء النزاع المسلح، في حين أعلن الإبراهيمي أن الجولة الثانية من المفاوضات لم تحقق تقدما. تقدم وفد الائتلاف بوثيقة، قبيل انطلاق الجلسة، للوسيط الأممي تتضمن رؤية الهيئة المعارضة لمراحل وآليات الخروج من الأزمة، وفقا لما أكده لؤي الصافي، المتحدث باسم وفد الائتلاف الذي هدد بإمكانية الانسحاب من المفاوضات في حال عدم تحقيق نتائج ملموسة خلال الجولة الثانية من مفاوضات الحل السياسي، مشيرا إلى أن الخطة البديلة لفشل جنيف 2 ستكون ”مواصلة القتال على الأرض”. والمثير أن تصريحات لؤي الصافي تزامنت مع تصريحات قائد الجيش الحر، رياض الأسعد، التي أدلى بها لوكالة ”أناضول” التركية، والتي جاء فيها أن الجيش الحر والفصائل المنضوية تحت لوائه غير معنية ولا ملزمة بأي نتائج تتوصل لها مفاوضات جنيف 2، مؤكدا أن الجيش الحر غير خاضع لسلطة الائتلاف السياسي المعارض، فاتحا بهذه التصريحات الباب واسعا أمام التشكيك في قدرة الائتلاف بالتأثير والسيطرة على المقاتلين المعارضين في الميدان. وفي سياق انتقاده للهيئة السياسية المعارضة، المشاركة في مفاوضات جنيف، ذهب الأسعد إلى التأكيد على أن الائتلاف لا يحظى بمصداقية تمثيل الثورة السورية، بالنظر لاستمرار الانشقاق في صفوفه وعدم احترامه رفض غالبية المعارضة الذهاب إلى التفاوض مع النظام السوري. وفي حديثه عن التنسيق مع هيئة الأركان التي يرأسها اللواء سليم إدريس والخاضعة لسلطة الائتلاف، أكد الأسعد غياب التنسيق أو التعاون، متهما الهيئة العسكرية بتنفيذ ”أجندات دول أجنبية لا علاقة لها بالثورة السورية”. من جهته، أعلن الأخضر الإبراهيمي أن ”بداية الجولة الثانية من مفاوضات جنيف 2 بين النظام والمعارضة السوريين كانت شاقة”، ولم تحقق تقدما. وقال الإبراهيمي: ”ليس لدي الكثير لأقوله باستثناء أن بداية هذا الأسبوع كانت شاقة. نحن لا نحقق تقدماً يذكر”، وذلك في مؤتمر صحافي عقده بعد جلسة مشتركة مع الوفدين المفاوضين. أما وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، فقد أكد في مؤتمر صحافي، بُعيد انتهاء جلسة المفاوضات، أن ”الوفد السوري إلى جنيف لن يناقش أي بند آخر قبل الانتهاء من بند الإرهاب”، وأشار إلى أن ”وفد المعارضة أمضى الوقت اليوم، أي أمس، بمناقشة أمور خالية من المعنى مفادها أن ما من إرهاب في سوريا”، معتبراً أنه ”ولهذا السبب، كان يوماً آخر ضائعاً”. في الأثناء، أكدت موسكو أنها لن تتوانى في اللجوء إلى استعمال حق النقض في مجلس الأمن الدولي لمعارضة مشروع القرار المقدم حول الوضع الإنساني في سوريا، والذي يدين صراحة الحكومة السورية بعرقلة المساعي الإنسانية وتأزيم معاناة المدنيين. واعتبر وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، أن مشروع القرار ”غير مقبول على الإطلاق” بالنسبة لموسكو، باعتبارها ”أحادية الجانب ومنفصلة عن الواقع” بحسب تصريح لافروف. أما على الصعيد الميداني، فقد أكدت المنظمات الإغاثية استمرار عمليات توزيع المساعدات في محافظة حمص، بعد التمكن من إجلاء ما يقارب من 800 شخص، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين، فيما أكدت وكالة ”سانا” السورية الرسمية، نقلا عن محافظ مدينة حمص، أن السلطات السورية سمحت لأكثر من 100 رجل، تتراوح أعمارهم من 15 إلى 50 سنة، بالخروج بعد استجوابهم والتأكد من عدم ارتباطهم بالجماعات المسلحة المعارضة المتواجدة بالمحافظة.