استقطبت صفحات عديدة تحوز مئات الآلاف من المعجبين المرشحين للرئاسيات، في وقت تترقب مصالح الأمن والسلطة انطلاق الحملة الانتخابية لتخوض المنافسة أيضا، وتزيد من رقابتها لصدّ المناهضين للعهدة الرابعة والنظام. بين الحياد والاستغلال السياسي لهذه الصفحات لصالح مرشح على حساب آخر، يختلف مسيّرو الصفحات في الرأي، ولكنهم يجمعون على أن حالة “الحصار” المفروضة على الناشطين والمسيرين لصفحات الفايسبوك تزايدت حدّته مع قرب الرئاسيات، ومع بروز حركة “بركات” المناهضة للعهدة الرابعة للرئيس المترشح بوتفليقة. النقاش الدائر في الفايسبوك، حتى قبل الانطلاق الرسمي لموعد الحملة الانتخابية، يجعل من رافضي العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة أكثر حضورا، خصوصا مع ظهوره في المجلس الدستوري ليودع ملف ترشحه. وتتزايد معه الصور الساخرة من الرئيس المريض، حسب الناشطين الذين يبدعون صورا عبر الفوتوشوب، والفيديوهات الساخرة أيضا التي تجعل من كل الأنظار موجهة للرئيس بوتفليقة. عيون السلطة والأمن الوطني تترقب كل تحركات الفايسبوك، وحديث المدير العام، عبد الغني هامل، عن الحراك والانحراف الذي يشهده الفايسبوك منذ خروج مناهضي العهدة الرابعة إلى الشارع، وبروز حركة “بركات” ونشر صور للمعاملة الخشنة، حسب الفايسبوكيين، للمتظاهرين، يضع الناشطين تحت المجهر وتوقيف بعض مناهضي العهدة ومتابعتهم قضائيا، فهل يخيف الفايسبوك السلطة؟ الجواب عن هذا السؤال لا يخفيه الناشطون المعارضون للعهدة الرابعة بشكل لافت، حيث يقولون صراحة “الخوف بادٍ على السلطة، التي صارت تطاردنا من مكان إلى آخر لتوقف صوتنا”. ولأن فايسبوك الشبكة الاجتماعية الأكبر اليوم، مع أكثر من مليار شخص حول العالم يستخدمها، بالتالي تتحول لطريقة تحقق الفعالية في دعم أي حراك، فما هي إيجابيات فايسبوك كأداة فعالة؟ وهل هناك سلبيات؟ وكيف يمكننا إطلاق حملة فعالة؟ وتبقى كيفية الاستفادة من فايسبوك لإطلاق حملة وحراك فعّال، كما هو الحال بالنسبة لحركة “بركات” وغيرها من الجهات المناهضة للعهدة الرابعة، هي أهم رهان، لكن كل هذا يعدّ أكبر رعب تعيشه السلطة التي تقمع الرافضين لمن يدوس على الدستور وتُفضح بالصور والصوت على الفايسبوك بلا رقيب؟ الفايسبوك الذي صارت نقاشاته المنبر المفضل للجزائريين يفتح قبل انتخابات 17 أفريل هامش الحرية، ومعه يرتفع صوت الناخب والمقاطع وغير المبالي. ومعه أيضا ترتفع مخاوف النظام من هزة جديدة لا حدود لها، مع تزايد هامش حرية الناشطين على الفايسبوك، الذين يعدون اليوم بحوالي 58 مليون مشترك، أغلبه من الشباب غير المتحزّب الحر.