لم تمر سنة 2013 عادية بالنسبة للجزائريين الناشطين على موقع التواصل الاجتماعي ”فايسبوك”، بالنظر إلى ما حملته لهم من أحداث زلزلت ودوّت صفحاتهم بشكل يومي تقريبا، وبين ”سلاليات” والانتخابات والترشيحات، خرّبت البيوت بسبب الفايسبوك وحقّق الموهوبون والشباب أحلامهم عبر زر الإعجاب. تبقى خرجات وتصريحات الوزير الأول، عبد المالك سلال، أهم ما كان يحدث ”زلزالا فايسبوكيا”، بشدة مائة صورة وآلاف التعليقات، على مختلف الصفحات الشخصية والعامة، والتي ظلت تصاحبها سخرية وأسئلة كثيرة عن مستوى الخطاب الرسمي الذي تحاول حكومة سلال أن تمرره بعد مرور سنة كاملة على تنصيبها. وبين التهكم والسخرية والاستغراب والتحدي ارتسمت على صفحات الجزائريين، طيلة أسابيع، تعليقات وصور وفيديوهات تتساءل عن محتوى ومضمون وهدف خطاب الوزير الأول، عبد المالك سلال، في كل مرة، خصوصا ”فقاقير” التي صارت من لغة الفايسبوك والشارع أيضا؟
مرشحو الفايسبوك وخاض ولا يزال الجزائريون، عبر شبكة التواصل الاجتماعي ”فايسبوك”، في الشأن السياسي الداخلي الذي يتلخص أساسا حول العهدة الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حيث انقسم الفايسبوكيون إلى نصفين، منهم من يدعم العهدة ومنهم من يقف ضدها، ولكل منهم شعاره. في الوقت الذي طفا إلى السطح منهج جديد يدفع بعدد من المرشحين للرئاسيات بشكل واسع، وفي مقدمة هؤلاء علي بن فليس الذي استعان بشبكة هامة من الفايسبوكيين، وظل مرشحون آخرون يستعينون بالشبكة ليكونوا في الواجهة والتعريف عن أنفسهم مهما كلف ذلك؟
مهزلة الجيل الثالث وبالنسبة لمهزلة الجيل الثالث، وتأخر إطلاقه فقد أحدثت الخرجة الأخيرة لحكومة عبد المالك سلال، لعدم إطلاق خدمة الجيل الثالث للهاتف النقال في الفاتح من ديسمبر، حالة من الطوارئ والسخرية الفايسبوكية، التي فاقت فيها لغة الناشطين مائة صورة وآلاف التعليقات، على مختلف الصفحات الشخصية والعامة، والتي صاحبتها سخرية وأسئلة كثيرة عن هذا التأخير في كل مرة. ولم تسلم الحكومة من الانتقادات إلى بعد إطلاق الخدمة منتصف الشهر الفارط.
هزيمة وانتصار ولم تثن الأنصار وعشاق الفريق الوطني الهزيمة التي مني بها هذا الأخير في العاصمة البوركينابية واڤادوڤو، وأصر هؤلاء على أن لا يوقفوا مناصرتهم ل«الخضر” مهما كلف الثمن لتحقيق حلم التأهل إلى مونديال البرازيل. وهو ما تحقق فعلا، وانقضت السنة بالفرحة، خصوصا وأن الجزائر كانت البلد العربي الوحيد الذي يتأهل إلى المونديال. لكن الفرحة التي عمت، سبقتها هزيمة وحزن، وعلى الرغم من أن الجزائريين لم يتوقعوا الخسارة في واڤادوڤو، إلا أنهم أدركوا بأن التحكيم الإفريقي سيظل وجه النحس عليهم، وهو ما جعل الفايسبوكيين يرفعون شعارا طويلا عريضا لمباراة الذهاب أن بوركينافاسو التي كان فيها فارق الأهداف هدفا واحدا، وهو ”التحكيم يهزم الخضر”. واستطاع الفايسبوك أن يحقق نجاحات لعدد كبير من الشباب الموهوب في شتى المجالات، وتخطى عدد معجبي بعض الصفحات المليون، ولكنه كان أيضا نقطة خلاف وسببا في خراب البيوت والمشاكل العائلية والطلاق والنزاعات التي لم تكد تنتهي. ومع انقضاء سنة كاملة، لا تزال الجزائر في مرتبة متأخرة من حيث عدد مشتركي موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، حيث أعلنت إدارة هذا الموقع بأننا في المرتبة 41 عالميا، لتتقدّم علينا العديد من الدول العربية، ويبقى سبب ذلك ضعف خدمة الأنترنت في الجزائر والأمية الإلكترونية.