استعرض أنصار الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، أمس، قدرتهم على حشد آلاف الطلبة الجامعيين كرد مباشر على خصوم العهدة الرابعة، ولم يتردد مساندون لبوتفليقة يرأسون منظمات طلابية وفي حضرة عبد المالك سلال، في توجيه انتقادات حادة لحركة "بركات" وأيضا إلى الأحزاب والشخصيات التي دعت للمقاطعة. عثرت مديرية حملة المترشح عبد العزيز بوتفليقة على الصيغة المثلى لتفادي انتقادات محتملة من المعارضة، حول ”التسهيلات” التي منحت لعقد أول تجمع شعبي حاشد ترأسه سلال في القاعة البيضوية في العاصمة، فالآلاف من الطلبة حضروا باسم لقاء تحسيسي مخصص حول أهمية المشاركة في الرئاسيات، لكن الخطاب الذي سيق في المناسبة لم يشر تماما لهذا الموضوع، وبرز فقط الحديث عن المرشح عبد العزيز بوتفليقة، عن إنجازاته وعن مساره منذ كان في سن ال16 من العمر. وكان واضحا أن مسؤولي حملة الرئيس بوتفليقة بقيادة عبد المالك سلال، قد جهزوا كل الظروف لإخراج جيد لأول تجمع شعبي يعقد حتى قبل بداية الحملة الانتخابية، فلمسة مساعدي سلال كانت حاضرة مثل حضورهم في كواليس القاعة البيضوية، حيث كانت التعليمات تصدر من شهاب صديق، مسؤول حملة الرئيس في العاصمة، وعبد القادر واعلي، الرجل الثاني في مديرية الحملة وكذلك عبد السلام بوشوارب، القيادي السابق في التجمع الوطني الديقراطي. ولم يظهر أثر لرؤساء كل من جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي وتجمع أمل الجزائر ولا الحركة الشعبية الجزائرية، لكن قيادات الأحزاب الأربعة حضروا بقوة، فقد شوهد في الصفوف الأولى الطاهر خاوة والصادق بوڤطاية والسعيد بركات من الأفالان وكذلك مصطفى براف من الأرندي، وشارك قياديون من حركة عمارة بن يونس بينهم لمين عصماني، بينما شارك نبيل يحياوي باسم تاج، وظهر عدد من مسؤولي المنظمات الجماهيرية بينهم الطيب الهواري. ورغم أن عنوان التجمع وتنظيمه من قبل سبعة تنظيمات طلابية مؤيدة للرئيس تناوب مسؤولوها في التملق لبوتفليقة، إلا أن جميع التحضيرات كانت تدل على استعراض لصالح مرشح السلطة، فالمنظمون عرضوا شريطا مصورا يحكي مسار الرئيس، لكن النادر فيه أن التعليق على الصور كان بصوت بوتفليقة نفسه وهو يروي خبايا أحداث عايشها في الأممالمتحدة أثناء توليه وزارة الخارجية، أو أثناء ترؤسه الجزائر لما كان يدافع عن مشروعي الوئام والمصالحة الوطنية. وقد اختار سلال أن يدخل القاعة البيضوية رفقة المجاهد محمد الطاهر الزبيري، ثم حيّاه مباشرة ”تحيا الأوراس الأشم”، وفهمت الخطوة أنها تدارك لزلة لسانه المسيئة للشاوية أول أمس، وقال سلال بصفته مدير حملة المرشح الحر عبد العزيز بوتفليقة إن الرئيس ليس في حاجة إلى أحد ليتحدث عن إنجازاته ”الكل يعرفه ويعرف ما قدم للبلد وهو في عمر 16 سنة”، وقال في كلمة كانت خاتمة للحفل، إنه ليس في حاجة لعرض برنامج بوتفليقة لأن ”الكل يعرفه في الجزائر وخارج الجزائر”، وتحدث عن بعض منجزات الرئيس في مجال التعليم العالي وفي مجال التشغيل، ووعد بإجراءات جديدة في وكالة دعم تشغيل الشباب والصندوق الوطني للتأمين على البطالة، كما تعهد بإنشاء صيغة لمنح السكن للخريجين من الجامعة.. وعاد سلال ليتحدث عن الاستقرار والأمن. وانتقد سلال الثورات العربية بشدة ”الربيع العربي ناموس حاول أن يدخل بيتنا فأغلقنا الباب في وجهه وإذا به يحاول الدخول من النافذة.. لكننا نملك المبيد الفعال”، وحث سلال شركاءه في حملة بوتفليقة بأن يتحلوا بخطاب ”نظيف”، قائلا ”حنا نظاف ونقعدوا نظاف... لا تستمعوا للدعايات المغرضة المشككة في المسؤولين الجزائريين”، واستعرض سلال أيضا إنجازات الجزائر في المحافل الدولية مصنفا تأهل الفريق الوطني مرتين لنهائيات كأس العالم وفوز الجزائر بالكأس الإفريقية لكرة اليد من بين هذه الإنجازات.