كل الناس تعرف أن الرئيس بوتفليقة حكمنا خلال ثلاث عهدات بمنطق موبوتو سيسيسكو في الزايير.. وهو يريد الآن أن يحكمنا في العهدة الرابعة بمنطق بوكاسة. بوتفليقة قال: إنه سيعدّل الدستور ويسلّم المشعل للشباب.ǃ واضح من كلامه أنه يريد سحب الحق في تعيين الرئيس من أصحاب الحق الإلهي في تعيين الرؤساء ويسنده إلى نفسه وليس إعادته إلى الشعب كما يأمل الناس.ǃ وواضح أيضا أن الرئيس يريد استخدام الدستور الذي سيعدّله بما يسمح له بأن يعيّن زبونا سياسيا له في مكانه أو في أحسن الحالات يعين أحد الشباب من جهته.ǃ بوتفليقة وجد البلاد شبه جمهورية فأعادها إلى إمبراطورية تشبه إمبراطورية بوكاسة.. تماما مثلما فعل بوكاسة لجمهورية إفريقيا الوسطى، حيث حوّلها إلى إمبراطورية ورحل إلى فرنسا هو وعائلته ليمارس حق المواطنة الفرنسية من هناك؟ǃ وعد الرئيس بأن يسلّم الحكم إلى الشباب فيه إنّ... تشبه ”الإنة” التي أعقبت تعهده في سطيف بأن يتخلى عن الحكم ثم بدّل رأيه؟ǃ لو كان كلام الرئيس بخصوص تسليم المشعل إلى الشباب مسألة واردة فلماذا لا يقوم به الآن؟ǃ عبر الانتخابات الرئاسية.. ويترك هذه المهزلة الرئاسية التي يترشح فيها الرئيس العاجز ضد مرشحين أرانب هو الذي اختارهم للترشح ”كزعماء” لديهم القابلية للانهزام؟ǃ واضح أيضا أن الرئيس سيسلّم المشعل (إذا سلمه) إلى المفسدين وإلى رموز الرداءة التي عوّم بها أجهزة الدولة ومؤسساتها.ǃ هل يوجد بين من يحيط بالرئيس في الحكومة والحملة ومؤسسات الدولة الدستورية من يستحق أن يخلف الرئيس ولا يكون مثله في العبث بالمؤسسات؟ǃ الرئيس الذي يغيّر الدستور مرتين خارج إرادة الشعب، كانت المرة الأولى لخدمة مصلحته الشخصية في الترشح لعهدة ثالثة، وقال وقتها بكل ثقة في نفسه: إنه لو مرر هذا التغيير عبر الاستفتاء لما تمت الموافقة عليه.ǃ ومع ذلك فعل ما فعل بالعبث بالدستور.. وهو الذي أدى اليمين الدستورية بأن يحترم الدستور؟ǃ واليوم لن يغيّر الدستور بواسطة استفتاء.. بل سيغيره بالحفافات في البرلمان الذي عين نساءه بالكوطة؟ǃ وسيعين ”ابن بلده” أو أحد مريديه خليفة له.. ويسحب بذلك حق الشعب في أن يعين أو ينتخب رئيسه؟ǃ الشيء الذي لا يمكن أن نفهمه هو كيف يقدم الرئيس بوتفليقة على مثل هذه الأمور غير الأخلاقية (بمنطق أخلاق الحكم المحترم) وهو على شفى حفرة القبر وفي مثل هذا الوضع والعمر.. وهي حالة تجعل الإنسان أكثر خوفا من الله، وأكثر حرصا على حسن الخاتمة؟ǃ إنه فعلا من الأمور المحيرة وتدعو إلى الاعتقاد بأن الرئيس بالفعل ليس في كامل قواه العقلية.. وأن ما قاله بلخادم من أن صوته يختفي ثم يظهر قد يكون حاله أيضا بالنسبة لمسألة التحكم العقلي في ما يقوله؟ǃ