دعا رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي أمس إلى حل المجالس المنتخبة والهيئات الدستورية، وتشكيل لجان لتسيير شؤون البلاد وانتخاب مجالس جديدة تتولى صياغة ميثاق وطني يحدد شكل النظام الذي يريده الشعب، مع وضع دستور جديد يعرض للاستفتاء الشعبي، وصولا إلى تنظيم انتخابات رئاسية. * واستغل تواتي ذكرى إحياء يوم الشهيد لينظم تجمعا بقاعة الأطلس بباب الوادي، ليوجه انتقادات لاذعة للنظام واتهمه بالابتعاد عن انشغالات الشباب الذي يسعى لاختيار من يتولى أموره ويسمح له بالتعبير عن آرائه، موضحا بأن رياح الديمقراطية والتغيير قد تأتي من حيث لا ندري، "فهي بدأت تعصف في العالم العربي وستشمل كافة الأنظمة المستبدة". * وتساءل تواتي عن سبب تركيز الدول الأجنبية عند حديثها عن الجزائر على أمجاد الثورة، في حين نادرا ما يتم ذكر إنجازات ما بعد الاستقلال، وكذا ما تم تحقيقه من مكاسب ديمقراطية، "فهؤلاء صنعوا استقلال الجزائر، فماذا فعل من جاءوا بعدهم؟"، ويقول رئيس الأفانا بأن حزبه يمارس المعارضة السلمية، وهو ضد تهديم ممتلكات الشعب من مدارس ومستشفيات وهياكل قاعدية، "فهي وجدت أصلا لخدمة الزوالية"، مؤكدا بأن الجزائر بأمس الحاجة لأبنائها، وأن حزبه يريد أن يفوز بالكوطة التي يمنحها له الشعب وليس النظام. * وأعلن منشط التجمع عن أسلوب جديد للانتفاضة السلمية ليكون بمثابة انطلاقة نحو تغيير النظام بطريقة سلمية، حتى لا يعطي الحجة لضرب المواطنين وكسر المنشآت، وتقوم هذه الاستراتيجية على الشروع الفوري في حل المجالس المنتخبة واستبدالها بلجان لتسيير شؤون البلاد، إلى حين صياغة ميثاق وطني يضبط شكل النظام ويحدد كذلك طبيعة النظام الاقتصادي، لتشرع بعدها الهيئات المحلية في تحضير دستور جديد يعرض للاستفتاء الشعب في ظرف 45 يوما، لتبدأ بعدها مرحلة الترشح للانتخابات الرئاسية، وهو ما سيؤدي لا محال حسب تواتي إلى تغيير سلمي بعيدا عن الاحتقان والتصادم والخسائر، في صورة تجعل الجزائر رائدة في التحول الديمقراطي.