ناشط يهودي يطالب بمحاكمة إسرائيل في لاهاي مثل ميلوزوفيتش تعهد رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية التركية ”إيهاها” بجعل ”إسرائيل” التي تحاصر قطاع غزة منذ 2006 ”محاصرةً داخل الأراضي المحتلة”، وقال خلال ندوة دولية بإسطنبول حضرها ناشطون من 20 دولة ”هناك هزيمة حقيقية ستحدث لإسرائيل. هم يحاصرون غزة، ونحن سنحاصرهم في العالم، ولن يخرجوا من الأرض التي احتلوها”. وقال ”بولنت يلدريم” رئيس هيئة الإغاثة التركية ”إيهاها” في ملتقى دولي بعنوان ”مافي مرمرة تبحث عن العدالة”، إن ”عدة دعاوى قضائية رفعت في تركياوسويسرا وجنوب إفريقيا” ضد وزراء ومسؤولين في الاستخبارات الإسرائيلية متهمين بالتورط في الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية، والذي أوقع عدة قتلى جميعهم كانوا على متن سفينة ”مافي مرمرة” التي كان على متنها جزائريون أيضا من بينهم صحفي ”الخبر” السابق الزميل حميد زعاطشي. وأشار ”يلدريم” إلى أنهم تجرعوا الكثير من المصاعب حتى رفعوا دعوى قضائية في تركيا بسبب النفوذ الكبير للوبي الإسرائيلي فيها، مؤكدا أن الكثير من القضاة الأتراك يدعمون إسرائيل، وأضاف ”أحد القضاة قال لوالد الشهيد فرقان دوغان: لا يمكنك محاكمة إسرائيل، هل سألتمونا قبل أن ترفعوا هذه القضية؟”. واتهم رئيس ”إيهاها” إسرائيل واللوبي الصهيوني والكيان الموازي (يقصد جماعة فتح الله كولن)، بممارسة تهديدات وضغوطات ضدهم واغتيال نشطاء في أوروبا، لكنه شدد على أنهم لن يتخلوا عن محاكمة إسرائيل رغم اعتذارها واستعدادها لتقديم تعويضات كبيرة لضحايا الهجوم على سفينة ”مرمرة الزرقاء”، وقال متحديا ”سنحشد 200 ألف شخص في 31 ماي المقبل”. من جهتها كشفت رئيسة لجنة القانون وحقوق الإنسان في هيئة الإغاثة التركية غولدن سونمز ل ”الخبر”، أن بولنت يلدريم تعرض لتهديدات إسرائيلية بالقتل، كما تم اختراق سيارته عبر الأقمار الصناعية وتعطيلها عندما كان يسير بها عبر الجسر الرابط بين ضفتي إسطنبول الأوروبية والآسيوية، مضيفة أنها هي الأخرى تعرضت لتهديدات بالقتل عبر الهاتف، كما أكدت تعرض نواب عامين في تركيا لضغوطات إسرائيلية. وأشارت غولدن سونمز إلى أن الملتقى الدولي الذي يحمل شعار ”ليست الحقوق للقوي فقط بل العدالة للجميع”، يشارك فيه 80 ناشطا حقوقيا من 20 دولة، وفي نفس الوقت تنظم ندوات مماثلة في عدة دول في العالم حول نفس الموضوع، مشيرة إلى أن إسرائيل عرضت عليهم تعويضات كبيرة من أجل التنازل عن هذه القضية، لكنهم مصرون على محاسبتهم على جرائمهم حتى لا تبقى هناك جريمة دون عقاب. ومن بين المتدخلين في هذا الملتقى الدولي الذي عقد بالمركز الثقافي علي أمير بمنطقة الفاتح بإسطنبول، إسرائيلي يهودي يدعى ”دوفان” شدد على ضرورة محاكمة إسرائيل في المحكمة الدولية بلاهاي بسويسرا، وقال ”إسرائيل تقول إنها اعتذرت، ونحن سئمنا من هذه الأقوال، نريد مشاهدة المسؤولين الإسرائيليين في محكمة لاهاي مثل ميلوزوفيتش، نريد أن نشاهدهم يحاكمون على جرائمهم”. وأوضح دوفان أنه قبل أن يكون يهوديا فهو إنسان، وأضاف مخاطبا القاعة ”شهداؤكم شهداؤنا”، وتابع ”القضية ليست قضية دينية بل لها علاقة باتفاقية جنيف لحقوق الإنسان، فإما أن تلتزم إسرائيل بهذه الاتفاقيات وإما سنشهد المزيد من المشاكل في المستقبل”. وقال الناشط اليهودي ”تم اعتقالي في إسرائيل أكثر من مرة، وسيوقفوننا عدة مرات ولكننا سنواصل عملنا حتى تتحقق العدالة”، مشيرا إلى أنه تم رفع دعوى قضائية في تركيا ضد إسرائيل، وأنهم يحاولون القيام بنفس الشيء في سويسرا واليابان وإسبانيا وجنوب إفريقيا”. أما والد الشهيد فرقان دوغان الذي يحمل ابنه الجنسية الأمريكية، فأشار إلى أنه حاول رفع دعوى قضائية ضد إسرائيل لكن القوانين الأمريكية لا تسمح له سوى بالمطالبة بالتعويضات، كما أشار إلى لقائه بوزير الخارجية الأمريكية على هامش زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى أمريكا، وقال ”سلمت وزير الخارجية الأمريكي رسالة إلى أوباما، وبعدها رد علي الرئيس الأمريكي برسالة أخرى أكد أنه سيطلب التحقيق في قضية اغتيال مواطن أمريكي، لكنه أوضح له بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا يمكنها أن تتدخل في قضايا ما وراء المحيط الأطلسي”. جدير بالذكر أن الجلسة الخامسة لمحاكمة المشتبهين الإسرائيليين في التخطيط وتنفيذ الهجوم على أسطول الحرية في 31 ماي 2010 ستكون غدا الخميس.