مرة أخرى تنتصر تركيا للشعب الفلسطيني، احتجاجا على محاولات يهود متطرفين تدنيس باحات المسجد الأقصى، في حماية الأمن الاسرائيلي المدجج بآليات عسكرية استعدادا لقمع واعتقال الفلسطينيين، حيث حاصر الأتراك أمس مبنى قنصلية إسرائيل في اسطنبول وذلك على خلفية محاولات الجماعات اليهودية اقتحام المسجد الأقصى بمساعدة قوات الاحتلال الإسرائيلي، في حين تقف الأنظمة العربية والإسلامية كعادتها تتفرج على الوضع، دون أن تحرك ساكنا لحماية المقدسات الإسلامية التي تنتهك أمامها. موقف تركيا هذا يذكر بموقفها أمس عندما كانت سباقة، للمظاهرات والاحتجاجات العارمة على بقية دول العالم لا سيما الدول العربية، في ردة فعل غاضبة على ما تعرض له قطاع غزة من مجازر فضيعة، لم يشهد لها التاريخ البشري مثيلا، ناهيك عن موقف رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان، الذي غادر قاعة مؤتمر" دافوس " وسط دهشة المشاركين في المنتدى احتجاجا على افتراءات وأكاذيب الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس، الذي دافع عن سياسة بلاده. فضلا عن مقاطعة دافيد إينياتيوس الصحفي الأمريكي لكلمته، والذي كان يدير النقاش وقته، تحت ذريعة انتهاء الوقت. كما نظمت عدد من مؤسسات المجتمع المدني في تركيا أول أمس مظاهرات، أمام القنصلية الإسرائيلية باسطنبول احتجاجا وتنديدا على الاستعدادات الإسرائيلية لمداهمة المسجد الأقصى. حيث ظل المتظاهرون محتشدين أمام القنصلية حتى الساعات الأولى من صباح أمس،منددين بهمجية دولة الاحتلال الإسرائيلي وسط هتافات مؤيدة للمقاومة الإسلامية، داعين جميع المسلمين في تركيا إلى الخروج في المظاهرات للدفاع عن المسجد الأقصى. من جهته طالب "بولنت يلدريم" رئيس "هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية" التركية، جميع المسلمين بأن يكونوا يقظين وحذرين لما يحدث في المسجد الأقصى، داعيا إلى الغضب الشعبي ردا على محاولات تدنيس الإسرائيليين أولى القبلتين. وعن رئيس " حزب السعادة التركي عبَّر "أرول أردوغان" وتضامنه مع الفلسطينيين المدافعين عن المسجد الأقصى، وطالب رئيس تركيا عبد الله غول ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بالتحرُّك العاجل لمنع اليهود المتطرفين من تكرار محاولتهم اقتحام المسجد الأقصى. وتأتي هذه المظاهرات التركية، في الوقت الذي دفعت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس بتعزيزات إضافية إلى مدينة القدس والبلدة القديمة وجميع مداخلها، ناصبة العديد من الحواجز لتأمين وصول عشرات الآلاف من اليهود إلى الجدار الغربي للحرم القدسي، احتفالا بمايسمى "عيد العرش" اليهودي، حيث رفعت درجة استعدادها إلى الدرجة القصوى، في مؤشر غير مسبوق بتصعيدات ضد الفلسطينيين. حيث قررت الشرطة الإسرائيلية، "نقل 3000 شرطي من مختلف انحاء إسرائيل إلى القدس لقمع واعتقال الفلسطينيين المحتجين على تدنيس الأقصى من طرف المتطرفين اليهود.