اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، بزيارة الرئيس الأمريكي للمملكة العربية السعودية التي قام بها، أمس، مسلطة الضوء على تطمين أوباما للعاهل السعودي الملك عبدالله، بأن الولاياتالمتحدة ما زالت ملتزمة بدعم المعارضة المعتدلة في الحرب الأهلية السورية المشتعلة حاليا.وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه بالرغم من تطمين الولاياتالمتحدة للسعوديين، إلا أن مساعدي أوباما، رفضوا الكشف عما إذا كان أوباما وعبدالله قد وافقا على أي إجراء لتوسيع كبير للبرنامج السري المعد لتدريب وتسليح المعارضة السورية، وأن العلاقات بين البلدين قد شابها بعض التوترات في الفترة الأخيرة، وذلك إلى حد ما بسبب الغضب السعودي من الجانب الأمريكي بسبب تردده في تقديم الأسلحة للمعارضة المعتدلة الموجودة هناك والذي سيساهم بشكل كبير في تحييد عدد كبير ممن يوصفون بالمتطرفين والجهاديين على الأراضي السورية. وأضافت "نيويورك تايمز"، أن زيارة أوباما للسعودية تأتي بعد جولة أوروبية استمرت أسبوعا، وركزت بشكل أساسي على تعزيز الرد الأوروبي على التدخل العسكري الروسي في القرم، لينتقل بعدها إلى منطقة جديدة تعاني من الصراعات، ونقلت الصحيفة الأمريكية، قول أحد المسؤولين البارزين في الإدارة الأمريكية، بعد لقائه بالعاهل السعودي، إن ظهور العناصر الإرهابية والمتطرفة داخل المعارضة أصبح يقوي من الحاجة لتعزيز المعارضة الأكثر اعتدالا، مؤكدا عمل الولاياتالمتحدة مع شركائها وحلفائها من أجل تنسيق وتخطيط كافة الجهود العسكرية.وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن لقاء أوباما وعبدالله وجها لوجه كان فرصة جيدة لمواجهة أي تصور بوجود انشقاق كبير بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية، وأن المملكة العربية السعودية وغيرها من جيرانها في الخليج يفضلون فقط توجيه جهد أكبر لتسليح وتدريب الثوار هناك في وجه الأسد، إذا أنه بالفعل كان البيت الأبيض بصدد شن هجمة عسكرية ضده ولكنه تراجع في آخر لحظة بعد موافقة الرئيس السوري على العرض الروسي بالتخلص من ترسانة الأسلحة الكيماوية الخاصة به.ونسبت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، لمدير الاستخبارات الوطنية جيمس كلابر الأبن قوله: إنه بالرغم من تنسيق التعاون بين واشنطن والرياض عسكريا بخصوص الأزمة السورية، إلا أن الولاياتالمتحدة ما زالت قلقة بشأن مقترحات تزويد المعارضة السورية بصواريخ مضادة للطائرات- منظومات الدفاع الجوي المحمولة-موضحا أن هناك أنواعا معينة من الأسلحة، من بينها منظومات الدفاع الجوي المحمولة، قد تشكل خطرا الانتشار إذا أدخلت سوريا.وتابعت الصحيفة الأمريكية، أنه بجانب الحديث عن الأزمة السورية، لفت القادة السعوديون النظر لمبادرات أوباما لوقف برنامج إيران النووي، الذي يعتبرونه التهديد الحقيقي للمنطقة بالكامل، حيث كانت القضية الإيرانية أحد أهم المواضيع الرئيسية للمناقشة بين أوباما وعبدالله.وأشارت "نيويورك تايمز"، إلى أن المسؤولين الأمريكيين قللوا من شأن الخلاف بين الطرفين، وأنه بإقرار الطرفين اختلاف وجهات نظريهما بشأن القضيتين الإيرانية والسورية، جاء الاجتماع ليؤكد على التحالف الدائم بين الطرفين، وأنه بالرغم من ترحيب السعوديين بتصريحات الإدارة الأمريكية، إلا أنه مازال من غير الواضح ما ستتخذه إدارة أوباما ويكون من شأنه أن يحدث فارقا كبيرا على أرض المعركة هناك، حيث تكافح المعارضة السورية.