أقدم في ساعة مبكرة من يوم أمس الأحد بحاسي مسعود بولاية ورقلة، المئات من طالبي الشغل القادمين من عاصمة الولاية ورقلة، على غلق كل من الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين ورقلة وحاسي مسعود بالحجارة وقطع من الأشجار، ومقر الشركة الوطنية لأشغال الآبار “أو.أن.تي.بي”. وقد شُلت حركة المرور بشكل تام منذ صبيحة أمس وإلى غاية كتابة هذه الأسطر، بعدما قام المحتجون بحجز عدد كبير من المركبات الحاملة للمواد السريعة الالتهاب، وهددوا بتفجيرها إذا لم تتحقق مطالبهم، إذ ربط المحتجون غلق الطريق بمطالب تتعلق بحقهم في مناصب عمل في الشركة المذكورة والتنديد بسياسة الإقصاء والتهميش التي تمارسها الشركة المذكورة في حقهم، والتي تمنح –حسبهم- مناصب الشغل لأشخاص يقطنون في مناطق أخرى وتقصي أبناء المنطقة. واستنكر المحتجون السياسة التي ينتهجها مسؤولو الشركة الوطنية للأشغال في الآبار في توظيف البطالين، واتهموهم بإقصاء أبناء الجنوب، وأشاروا إلى أن الشركة قامت بفتح عرض عمل وُجه للوكالة الولائية للتشغيل منذ ماي الفارط يضم 540 منصب عمل للالتحاق بمنصب عامل مهني في الحفارات البترولية، إلا أن الشركة قامت بتوظيف البطالين في دفعات مختلفة بحجة عدم قدرة المؤسسة على انطلاق ورشاتها في آن واحد، حيث قامت المؤسسة مؤخرا باستدعاء البطالين المتواجدين في قائمة شهر جانفي وأقصت هؤلاء الذين يوجدون في قائمة شهر نوفمبر ويبلغ عددهم 110 شخص، حيث لم يهضم هؤلاء قرار الشركة وجعلهم يحتجون ويطالبون والي الولاية بفتح تحقيق بخصوص عمليات توظيف البطالين داخل الشركة المذكورة. هذا وقد انعقد اجتماع طارئ بمقر الشركة ضم ممثلين عن المحتجين ومسؤولين بالشركة المذكورة بمن فيهم مدير الموارد البشرية، وتم الاتفاق على توظيفهم قبيل الانتخابات الرئاسية. وقد عرفت المنطقة أمس طوقا أمنيا مكثفا من قبل عناصر شرطة مكافحة الشغب خوفا من أي انزلاق ينجم عن هذه الاحتجاجات التي تزامنت مع زيارة وزير السياحة للمنطقة.