الشرطة القضائية تحقق مع أنصار الرئيس المترشح ووري الثرى، عصر أمس، بمقبرة سيدي لحبيب بزرالدة، غربي العاصمة، الشاب حدوش أكرم بعد مقتله على يد أحد أنصار الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة طعنا بالسكين، في جو مهيب ووسط حالة من الحزن والتذمر خيمت على سكان حي زرالدة الذين أجمعوا، وهم يشيعون ابن حيهم، على استقامة أخلاقه وبعده عن ممارسة السياسية، والذي لقي مصرعه لمجرد أنه حاول رفع الأذى عن الطريق. فتحت مصالح المقاطعة الغربية للشرطة القضائية تحقيقا في ملابسات مقتل الشاب أكرم على يد أحد أنصار الرئيس المترشح. وقال مصدر “الخبر” إن المحققين أخضعوا جميع الراكبين في الحافلتين اللتين كانتا تقلان أنصار الرئيس المترشح للتحقيق معهم، واعتبرتهم شهودا على جريمة قتل ارتكبها أحد الأنصار، عندما نزل من إحدى الحافلتين وسط حي 100 مسكن للاعتداء على أكرم، بعد أن طلب منه التوقف عن التلفظ بكلام بذيء بعدما تعالى الصخب والفوضى والكلام القبيح من الحافلتين، وهما تمران وسط حي سكني، ليطعنه بسكين ثم يلوذ بالفرار. في وقت أمر وكيل الجمهورية لدى محكمة الشراڤة بتشريح جثة الضحية وإحالتها على طبيب شرعي قبل تسليمها لذويها ساعة واحدة قبل صلاة العصر بغرض استكمال إجراءات الدفن. ويقول محمد زيان، صديق الفقيد، والدموع تنهمر من عينيه، إن أكرم حبيب الجميع ومعروف بنبل أخلاقه، وأكثر من هذا لا علاقة له بالسياسية ولا يملك حتى بطاقة الناخب، مؤكدا بأن الشاب أكرم مات من أجل كلمة حق ومات من أجلها بشرف. واستغرب سكان زرالدة الذين جاؤوا لتوديع ابن الحي، كيف لحافلات تنقل أنصار أحد المترشحين يحمل أصحابها أسلحة بيضاء للاعتداء على المواطنين. وأكدوا ل«الخبر” بأنه بعد إخضاعهما للتفتيش من قبل مصالح الأمن، تم العثور داخل الحافلتين اللتين كانتا تقلان المعتدين على أسلحة بيضاء وقارورات خمر. وقد تم توقيف المعتدين دقائق بعد طعن الشاب أكرم الذي توفي بعد ساعتين من نقله إلى مستشفى زرالدة، حيث لم يتمكن الأطباء من إنقاذ حياته لخطورة الإصابة بالسكين، الأولى على مستوى أسفل الظهر والثانية في منطقة القلب. من جهته، حمل والد الضحية سائق الحافلة التي كانت تقل المعتدي على ابنه كامل المسؤولية، بعدما توقف أمام الحي تاركا المجال لأحد الأنصار للانقضاض على ابنه، وأكثر من هذا فإنه بدل التوقف أمام مقر الشرطة للإبلاغ عن الحادث انطلق بسرعة البرق تاركا ابنه ينزف دما حتى الموت، قبل أن توقف مصالح الأمن الحافلتين اللتين كانتا تقلان أنصار بوتفليقة وهم عائدون من تجمع عبد المالك سلال بالقاعة البيضوية باتجاه ولاية سيدي بلعباس. ونبه والد الضحية، في حديثه ل«الخبر” إلى أن ابنه لا علاقة له بالسياسية وليس من أنصار المترشح علي بن فليس كما حاول البعض إلصاق التهمة به وتبرير هذه الجريمة الشنعاء، طالبا من الجهات القضائية إنزال أقصى العقوبات على قاتل ابنه وكل من تواطأ في إهدار دمه لمجرد أنه أراد أن يغير منكرا في الطريق.