"لا علاقة له لا بالسياسة ولا بالحملة الانتخابية.. بل كان رياضيا وفقط"، "لن نرضى بغير القصاص من المجرمين وكلا مواطني زرالدة سيقاطعون الانتخابات بسبب جريمة اغتيال الشاب أكرم".. بهذه العبارات ووسط حالة من الغضب واحتقان شعبي، استقبلنا سكان حي 100 مسكن الذي يقطنه الشاب حدوش أكرم البالغ من العمر 23 سنة، والذي كان أحد ضحايا "البلطجة السياسية" التي ميزت الحملة الانتخابية للرئاسيات المنتظرة يوم 17 أفريل الجاري. "الشروق" توجهت إلى مكان وقوع الجريمة لاقتفاء آثار وحقائق جريمة القتل التي ارتكبت في حق شاب في مقتبل العمر، لا لشيء سوى أنه عارض بعض التصرفات المشينة التي قام بها أنصار الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة في طريق عودتهم إلى ولايتهم، والسبب -حسب رواية سكان الحي- أن الضحية المدعو أكرم حدوش، طالب من أنصار الرئيس المترشح الذين كانوا يتلفظون بكلمات نابية التزام الصمت تقديرا للسكان.
كلام بذيء.. مشادات فطعن بخنجر وفي هذا الصدد، يروي شهود عيان من سكان الحي ل"الشروق" تفاصيل الجريمة التي اهتزت لها مدينة زرالدة أول أمس، المتزامن مع آخر أيام الحملة الانتخابية، حيث يقول محدثونا، "الساعة كانت تشير إلى 12:45 حين مرت حافلتان تحملان ترقيم ولاية سيدي بلعباس بمحاذاة الحي بعد ما مرتا في جولة سياحية إلى المركب السياحي لزرالدة عقب حضورهم تجمعا شعبيا لمدير حملة الرئيس المترشح بوتفليقة بالقاعة البيضوية بمركب محمد بوضياف"، ويضيف المتحدث "حين مر الموكب بمحاذاة الحي، تعالت الهتافات باستعمال الكلمات النابية والألفاظ الخادشة للحياء، ما استدعى بالشاب أكرم مطالبة المعنيين التزام الصمت واحترام سكان الحي، إلا أن ذلك لم يعجب أنصار الرئيس المترشح الذين سارعوا إلى التهجم عليه، حيث اعتدى عليه اثنان منهم قبل أن ينتهي بطعنتي خنجز غائرتين في الصدر أسقطتا الصحية أرضا نقل اثرها على جناح السرعة إلى المستشفى الجامعي لزرالدة، أين لفظ أنفاسه الأخيرة بعد ما فقد كمية كبيرة من الدم"، واستطرد: "بعدها لاذت الحافلتان بالفرار قبل ان يتم توقيفهما في حاجز أمني غير بعيد عن مكان الجريمة". ويقول جيران عن الشاب المقتول "أكرم كان شاب مهذبا ومتخلقا، كما لم تكن له أي علاقة لا ببن فليس ولا بوتفليقة ولا ميول سياسية له، حيث كان يمارس رياضة كمال الأجسام موازاة مع عمله في أحد محلات بيع المواد الغذائية، كما يشهد له العام والخاص في الحي بأخلاقه العالية، وبعده عن المشاكل"، مضيفين: "لا نريد أن تستغل القضية من قبل أطراف سياسية، كما أننا نفند كافة الأخبار التي روجها البعض بخصوصه، كما أننا نطالب بالقصاص من المتسببين في هذا الحادثة التي أشعلت حزنا عميقا في أفراد عائلته".
شهود عيان: "قاتل أكرم كان تحت تأثير الحبوب المهلوسة!" وأردف سكان الحي: "ليس لدينا أية ميولات سياسية.. الحملة الانتخابية التي مرت كانت لا حدث النسبة لنا، رغم محاولات البعض رشي شباب الحي بمنحهم مبالغ مالية مقابل المكوث في المداومات، وهي محاولات باءت بالفشل، فلماذا يريدون تسييس القضية؟"، كاشفين أن "الحقيقة وما فيها أن مديرية حملة الرئيس المترشح نقلت منحرفين لحضور تجمع مديرها عبد المالك سلال للتغطية على حجم عزوف سكان العاصمة في حضور تجمعه، فكيف نفسر قدوم حافلات من ولاية بعيدة تقل شبابا منهم متعاطون للمخدرات والمهلوسات وحتى أصحاب سوابق عدلية للمشاركة في التجمع، بدليل أن قاتل أكرم قام بعمله الإجرامي عن سبق إصرار ترصد، وكان حاملا للسلاح الأبيض".