الأخصائيون يؤكدون وجود حالات أخرى لأطفال مصابين يجوبون الشوارع تكشف أرقام رسمية أفرجت عنها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، الأربعاء الماضي، من ولاية سطيف، عن أن عدد المصابين بداء فقدان المناعة واصل ارتفاعه بشكل كبير خلال السنوات الماضية، مشيرة في هذا الصدد إلى أن عدد الإصابات ارتفع في الفترة الممتدة من 2001 إلى 2013 بنسبة 25 بالمائة، ليصل عدد الحاملين للفيروس قرابة 6500 مصاب أي بتسجيل 600 حالة جديدة كل سنة. تشير أرقام المنظمة العالمية للصحة إلى أن العدد الحقيقي للحاملين للفيروس هو من 18 ألف إلى 20 ألف، حيث لايزال المرض في الجزائر عنوانا للميوعة والرذيلة. لكن وخلال ملتقى جهوي حول الكشف المبكر عن الفيروس لدى الأمهات الحوامل، كشف الأطباء الحاضرون من 13 ولاية عن أن معدل الإصابة بالسيدا لدى النساء الحوامل في العالم يقدر بإصابة واحدة كل دقيقة، غير أنه لا يعكس واقعه في الجزائر التي تبقى من بين الدول التي تسجل فيها إصابات أقل في العالم. 1400 طفل حامل للفيروس كشف أطباء وقابلات شاركوا في الملتقى الجهوي حول الكشف المبكر لدى النساء الحوامل الذي احتضنه المستشفى الجامعي بسطيف، أن الأرقام الرسمية لا يمكن لها أن تحصر العدد الحقيقي للمصابين بداء السيدا، غير أن المقاربات تفيد بوجود أكثر من 1400 طفل حامل للفيروس منها 377 حالة مقيدة لدى الجهات المختصة، خاصة الأطفال الذين يولدون في المستشفيات بلا هوية أو نسب، وهو الأمر الذي يؤشر على وجود حالات كثيرة غير مصرح بها تجوب الشوارع دون علمهم. وفي هذا الصدد، أكد أحد الأطباء، رفض الكشف عن هويته، أن العديد من الأطفال الرضع الذين انتقل إليهم المرض من الأم الحاملة للفيروس يرفض التكفل بهم، وتتم معاملتهم بقسوة كبيرة حتى من طرف الأطباء خوفا من العدوى، ما يجعلهم أشخاصا منبوذين من طرف المجتمع، ما يستوجب إخضاع الطفل للعلاج على مستوى المصالح الخاصة بطب الأطفال وعدم وضعه في أجنحة خاصة أو مراكز للسيدا.
الدكتورة سامية عمراني الجزائر تسعى إلى بلوغ صفر مولود حامل للفيروس في 2015 تقول الدكتورة سامية عمراني، إطار بوزارة الصحة، إن البرنامج المسطر من طرف هذه الأخيرة، والذي يخص حملات الكشف المبكر عن داء السيدا لدى الحوامل، يهدف إلى الوصول إلى صفر مولود حامل للفيروس في آفاق 2015. ويرتكز هذا البرنامج على التحسيس والتوعية بضرورة الكشف المبكر عن المرض، خاصة أنه يتم سنويا تسجيل 600 إصابة جديدة. وتهدف هذه الإستراتيجية الوطنية إلى القضاء على انتقال المرض من الأم إلى الطفل والتي تقوم على تحليل الخبرة الجزائرية التي تسعى من خلالها إلى بلوغ نسبة 70 بالمائة من التغطية الصحية والحد بنسبة 90 بالمائة من عدد الإصابات لدى الأطفال في آفاق 2015. وتعتبر المتحدثة هذا الهدف “معركة كبيرة” من أجل الوصول إلى نتائج فعلية تقلل من انتشار هذا الفيروس، مضيفة بأنه في حال عدم تلقي الأم الحاملة للفيروس العلاج اللازم، فإن نسبة إصابة الصغير تقدر ب25 بالمائة، وقد ترتفع النسبة إلى 50 بالمائة عند المرأة المصابة بالداء. وفي هذا السياق، تشير الدكتورة إلى أن المختصين أشرفوا منذ سنة 2000 على توليد أكثر من 150 امرأة حاملة لفيروس السيدا و14 فقط منهن وضعن صغارا مصابين. متمدرسون حاملون للفيروس على صعيد آخر، تحصي وزارة الصحة قرابة 130 طفل متمدرس بكل الأطوار، مصابون بالسيدا دون إعلان إصابتهم، ومنهم حتى من يستعد لاجتياز شهادة البكالوريا. ويخضع هؤلاء إلى برامج خاصة بالتربية الصحية، يتعلمون من خلالها كيفية تعاملهم مع الآخرين في الحياة اليومية، مثل كيفية التصرف في حالة الإصابة بجروح أو أثناء تناول الأدوية وغيرها. سطيف: ع.ضيفي
البروفيسور لشهب عبد المجيد “لا علاقة للمهاجرين بارتفاع عدد حالات السيدا” نفى البروفيسور لشهب عبد المجيد، رئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى سطيف، أن يكون مرض السيدا مرضا معديا في كل الحالات، بل وصفه بالمرض الإرادي، خاصة لهواة العلاقات الجنسية الممنوعة والمتنوعة. وقال، في حديثه ل”الخبر”، إن المرض لايزال من الطابوهات في مجتمعنا، لذا وجب الترويج للكشف المبكر عنه مثل باقي الأمراض. وسألت “الخبر” البروفيسور لشهب عن تأثير الهجرة غير الشرعية نحو الجزائر خاصة الرعايا الأفارقة، فأجاب قائلا: “لا يجب أن نوجه أصابع الاتهام إلى هؤلاء، لأن المرض لن يصيب أحدا إلا المتورطين في علاقات جنسية غير آمنة، زيادة على أن مراقبة هؤلاء بشكل دوري تبقى مسؤولية الدولة، لأن الكشف المبكر عن هذا الداء الخبيث يجنب الفتك بمئات الأرواح كل سنة، خاصة الأطفال الصغار والمواليد الجدد الذين لا ذنب لهم سوى أن أمهاتهم يحملن الفيروس”. سطيف: ع.ضيفي
الشيخ الإمام عبد الحفيظ بن زاوي “الوازع الديني يبقى الحل الأمثل” أكد الشيخ عبد الحفيظ بن زاوي، إمام ومفتش التعليم القرآني لدى مديرية الشؤون الدينية بولاية سطيف، أن الوازع الديني يبقى الحل الأمثل للحد من هذه الظواهر الدخيلة على المجتمع، حيث ألح على ضرورة أن يعي كل مسلم مقبل على الزواج ضرورة سلامة الخلية الأولى لبناء المجتمع من أي أمراض أو عيوب تمس النسل في ما بعد، وذلك بإجراء فحوص طبية وتحاليل. من جهة أخرى، أوصى الشيخ بن زاوي ببرمجة دورات تكوينية للرعاية الصحية السليمة للأزواج والشباب، إذ بات ذلك أمرا ضروريا، خاصة مع تطور وسائل الإعلام والوعظ والإرشاد. سطيف: ع.ضيفي