حبس 37 طالبا بالأزهر 4 سنوات لاتهامهم بالتظاهر تستمر الحملة الانتخابية في مصر، وتعم المؤتمرات الشعبية الميادين والمحافظات، وتغزو صور المرشحين للرئاسة حمدين صباحي وعبد الفتاح السيسي الشوارع وواجهات المحلات التجارية، هكذا هي مصر قبل نحو أسبوعين من انطلاق العملية الانتخابية التي يعول عليها المصريون كثيرا لإنهاء المرحلة الانتقالية المتذبذبة، والوصول بالبلاد إلى بر الآمان. ويبدو أن مرشحي الرئاسيات استلهما برامجهما من هذه الثورات الشعبية، على غرار حمدين صباحي الذي يعتبر نفسه ابن ثورة 25 جانفي، ويؤكد أن برنامجه الانتخابي يرتكز على إقامة دولة مدنية رافضة للاستبداد، فيما يعتبر شرائح من المصريين المرشح المنافس وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي الأب الروحي لأحداث 30 جوان. ومع بدء العد التنازلي لموعد هذا الاستحقاق الانتخابي المصيري، ترتفع أرصدة المرشحين للرئاسيات تارة وتنزل تارة أخرى، وتتهم حملة حمدين صباحي مراكز الاستطلاع بتزوير إرادة المصريين وتزييف الحقائق، حيث كشفت العديد من مراكز استطلاع الرأي عن تفوق السيسي بفارق كبير مقارنة بمنافسه حمدين صباحي، وهو ما وصفته حملة صباحي بالانحياز غير المقبول للسيسي الذي يتمتع فعليا بشعبية كبيرة في الشارع المصري. وتتهم حملة صباحي أيضا وسائل الإعلام المصرية بالانحياز للسيسي والاهتمام بتصريحاته بوجه غير عادل، لافتة إلى أن ممارسات كهذه ستكرس لعودة الرئيس الفرعون بما يتنافى وأهداف ومبادئ ثورة جانفي، وطالبت بإجراء مناظرة بين المرشحين لما قالت إنه حق للشعب حتى تتاح المقارنة بين الاثنين فيما يخص الرؤى أو البرامج، وانتقدت ما وصفته “التحركات البروتوكولية” للسيسي الذي لم يلتق بالجماهير حتى الآن، وقالت إن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كان يتعرض لمشاكل أمنية لكنه كان ينزل وسط الناس، بينما تؤكد حملة السيسي أن إجراء مناظرة مع صباحي “مستحيل”. وفي السياق، يرى الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز أن مصر غير مهيأة لإجراء مناظرة بين المرشحين الرئاسيين في ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها البلاد، مؤكدا في المقابل على أن المناظرة السياسية بين مرشحي الرئاسة أمر أساسي ويعتبر إيجابيا للعملية السياسية، قبل أن يضيف ل “الخبر”: “من الصعب ومن غير العادل إجراء مناظرة في مصر بين السيسي وصباحي، ففي ظل الديمقراطيات الهشة والأوضاع المضطربة والانقسام، تتحول المناظرة إلى عامل سلبي، إذ لابد أن يكون في البلاد جو من الديمقراطية والاستقرار حتى تتم المناظرة بنجاح وفي مناخ ديمقراطي، ومصر ليست مناسبة للمناظرة، وبهذه الأوضاع تصبح المناظرة في صالح المرشح الأقل حظا، حيث النقد غير السياسي ينال من الشخص الأوفر حظا”. من جانبه، اعتبر الخبير العسكري اللواء حمدي بخيت أن مطالبة حملة حمدين صباحي بالمناظرة مع السيسي مجرد “فرقعة إعلامية” وتشير إلى أن هناك اضمحلالا سياسيا، وراح ينتقد طريقة إدارة حمدين صباحي لحملته، وقال إنه يدير حملته الانتخابية بنفس الأسلوب الذي اتبعه في انتخابات 2012 التي فاز فيها الرئيس السابق محمد مرسي، ولم يستبعد بخيت قبول السيسي فكرة المناظرة، واصفا إياه بالشخص القوي والواثق من نفسه ومن برنامجه الانتخابي. أما قضائيا، فقد قضت محكمة جنح مدينة نصر بحبس 37 طالبا بالأزهر الشريف 4 سنوات مع الشغل، وغرامة 30 ألف جنيه على كل منهم (ما يعادل 3 آلاف أورو)، ووجهت النيابة إلى المتهمين تهم التجمهر والبلطجة وإثارة الشغب والتظاهر دون الحصول على ترخيص من وزارة الداخلية، وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، والتعدي على قوات الشرطة والشروع في القتل.