يتّفق كثير من الأخصائيين بأن الرياضي بصفة عامة، ولاعب كرة القدم بصفة خاصة، يتدهور أداؤه كثيرا من الناحية البدنية بمرور الوقت وكبر السن، وذلك لأن الرياضة هي في النهاية عبارة عن قدرات بدنية هائلة يقدّمها اللاعب في فترة معينة من الزمن، ومن يكون محضّرا جيدا من هذه الناحية، فإن النتيجة النهائية تكون لصالحه على حساب منافسه، سواء في الرياضات الجماعية أو الفردية، ولكن هناك نجوم في كرة القدم ممن خالفوا هذه القاعدة ويزداد تألّقهم أكثر كلما تقدّموا في العمر. وسنحاول في عدد اليوم الحديث عن أبرز اللاعبين ممن خطفوا الأضواء بعد تجاوزهم الثلاثين سنة وأثبتوا للجميع بأن الأندية، وحتى المنتخبات، تبقى في أمسّ الحاجة إلى أمثالهم من أصحاب خبرة سنوات طويلة في الميادين، يمتازون بالنضج الكروي، ويقدّمون النصائح القيمة للجيل الجديد. ومن أبرز اللاعبين الذي تألقوا بشكل كبير جدا بعد الثلاثينات، وخطفوا الأضواء من اللاعبين الشباب نجد الإيطالي ”أندريا بيرلو” الذي بلغ الثلاثين من العمر سنة 2009، محققا لقبين للدوري المحلي مع ناديه السابق ”أي سي ميلان” قبل الالتحاق بعدها بصفوف ”جوفنتوس”، وهناك انفجرت إمكاناته أكثر، بدليل مساهمته في حصول ”السيدة العجوز” على ثلاثة ألقاب متتالية للدوري الإيطالي، وتحصّل في السنتين الماضيتين على جائزة لقب ”لاعب العام” المقدمة من قِبل الاتحاد الايطالي. ومن اللاعبين المخضرمين أيضا نجد الإيفواري ”ديدي دروغبا”، الذي بلغ ذروة تألقه الكروي عندما فاق عمره الثلاثين سنة في مارس 2008، ونجح في قيادة فريقه نحو التتويج بلقب دوري انجلترا مسجلا أكثر من 35 هدفا في الموسم الواحد، ولم تتوقف نجاحاته هنا فقط، بل نجح سنة 2002 في قيادة ”البلوز” إلى لقب كأس رابطة أبطال أوروبا على حساب بايرن ميونيخ الألماني قبل التحوّل بعدها إلى البطولة التركية عبر بوابة نادي ”غلاطة سراي”، وهناك شكّل ثنائيا هجوميا خطيرا مع الهولندي ”شنايدر”، وساهما في قيادة هذا النادي إلى كثير من النتائج الجيدة في مختلف المنافسات، سواء كانت محلية أو قارية. ومن الأسماء اللامعة التي تألقت أيضا بعد الثلاثينات نجد المدافع الايطالي المشهور ”باولو مالديني”، الذي توّج سنة 2007 وهو على مشارف الأربعينات بلقب دوري أبطال أوروبا على حساب ليفربول الإنجليزي. كما نجد قائد المنتخب البرازيلي ”كافو”، الذي نجح في تحقيق إنجازاته الكروية بعد بلوغه الثلاثين من العمر بعد فوزه بلقب كأس العالم سنة 2002 وكثير من الإنجازات المحلية مع فريقه السابق أي سي ميلان الإيطالي. والشيء نفسه مع النجم الهولندي ”دينيس بيركامب”، الذي بلغ الثلاثين من العمر في ماي 1999، وبعدها حقق 5 إنجازات محلية في الدوري الانجليزي مع ناديه أرسنال. ومن الأسماء العربية التي تألقت بشكل ملفت للانتباه في سن كبيرة نجد النجم المصري حسام حسن، الذي نجح في الفوز بلقب كأس أمم إفريقيا لسنة 2006، وهو يبلغ من العمر 38 سنة و5 أشهر. وفي البطولة الوطنية، سواء في القسم الأول أو الثاني المحترفين، نجد كثيرا من النماذج الخاصة بلاعبين متألقين في أنديتهم وهم يتجاوزون الثلاثينات من العمر، حيث استطاعوا بفضل حفاظهم على مستواهم الجيد المساهمة بشكل فعّال في قيادة فرقهم نحو أفضل النتائج الإيجابية. ويتقدّم هؤلاء ”المايسترو” المخضرم عمار عمور في صفوف شباب بلوزداد، أو ثلاثي اتحاد بلعباس ممن كانوا وراء نجاح ”المكرة” في الصعود إلى بطولة الكبار، وهم الحارس فراجي وقلب الدفاع بلقايد فاروق وصانع الألعاب آشيو حسين، والمدافع رياض بن شادي في وفاق سطيف، ولاعب المحور بن دحمان في صفوف أهلي البرج، وقريش بألوان شباب عين فكرون وقبله اتحاد الحراش ووسط الميدان همامي في مولودية العلمة. أنشر على