استيقظ سكان قطاع غزة المحاصر فجر أمس على وقع جريمة جديدة للمحتل الصهيوني، حيث ارتكب جيش الاحتلال مجزرة في حق سكان حي الشجاعية الذين هموا بالفرار من قصف الصواريخ والقذائف المكثف ليجدوا أنفسهم ضحايا القصف الجوي، فيما ذكرت الحصيلة الأولية لضحايا الجريمة الإسرائيلية أكثر من 60 شهيدا أغلبهم من النساء والأطفال. لم تتوقف الوحشية الإسرائيلية عند هذا الحد، إذ لم تسمح للفرق الطبية والإسعاف بالتحرك بحرية وأمان، باعتبار أن الجيش الصهيوني هدد باستمرار القصف، معتبرا أن مهلة ساعتين كافية لجمع جثث الشهداء التي امتلأت بها الأرصفة والطرقات في حي الشجاعية وضواحيها، الأمر الذي اعتبرته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ”جريمة حرب كاملة الأركان”، بحسب ما صرح به سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة، مضيفا أن ”ما حدث لن يكسر إرادة شعبنا والمقاومة”، مستنكرا في السياق ممارسات ”العدو الصهيوني ضد المدنيين”، كما شدد أبو زهري على أن المقاومة ستستمر في تكبيد الاحتلال خسائر كبيرة ولن تسمح للاحتلال بأن تطأ قدمه غزة. ونقلت وكالات الأنباء الدولية نقلا عن ناجين من المجزرة الوحشية أن عشرات الجثث ملقاة في الشوارع، حيث يصعب على سيارات الإسعاف الوصول إلى عين المكان بسبب القصف المكثف، مؤكدين أن الدبابات الإسرائيلية استهدفت مدنيين فلسطينيين بشكل مباشر، كما لم تتوان في استهداف سيارات إسعاف وإعلاميين، فيما قال أشرف القدرة الناطق باسم الوزارة إن ”حصيلة الشهداء إلى غاية صباح أمس تجاوزت عتبة 420 شهيد غالبيتهم العظمى من المدنيين وأكثر من 3020 جريح” منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مضيفا في ذات السياق ”بلغنا أن عشرات من الشهداء أو الجرحى في الطرقات أو في منازلهم إثر قصف الدبابات بمئات القذائف على المنازل في منطقتي الشجاعية والزيتون”. إلى ذلك، أكدت التقارير الإخبارية الواردة من القطاع أن العديد من الأدلة تشير إلى أن الجيش الاسرائيلي لجأ إلى استعمال أسلحة محظورة دوليا في حربه المعلنة ضد المدنيين العزل في قطاع غزة، دون مراعاة للاتفاقيات الدولية التي تحرم وتمنع استخدام، فيما حذر مراقبون من تجاهل الرأي العام الدولي والمجتمع الدولي للخروق الخطيرة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي، محذرين من إمكانية تصعيد الوضع والتمادي في هدم البنية التحتية والانتقام من المدنيين في غزة. من جانب آخر، قال سفير المفوضية الدولية لحقوق الإنسان في الشرق الأوسط والأمين العام لمنظمة حقوق الإنسان الدولية في الأممالمتحدة هيثم أبو سعيد، إن ”إسرائيل” استعملت خلال العدوان البري على غزّة الغاز الأبيض الذي ألحق الأذى البالغ بالعشرات من المدنيين الفلسطينيين، مذكرا في تقريره أن إسرائيل استخدمت هذه المادة خلال العملية البرية في بلدة بيت حانون ومنطقة الشوكة في رفح. إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جيش الاحتلال يخوض حربه على غزة بكامل قوته الأساسية، بخلاف استدعائه لأكثر من 60 ألف جندي من قوات الاحتياط، فيما جددت حركة المقاومة الإسلامية استعدادها للتصدي للعدوان، فقد تمكنت كتائب عز الدين القسام من إلحاق خسائر مهمة في صفوف جيش الاحتلال، وفقا لما أكده بيان الكتائب الذي أشار إلى مقتل 12 جنديا إسرائيليا أمس الأحد، ما يرفع حصيلة خسائر جيش الاحتلال إلى أكثر من 30 قتيلا في 4 عمليات متفرقة، فيما جاوز عدد الجرحى 200 جريح من بينهم قادة وضباط صف الأول، في إشارة إلى إصابة قائد وحدة ”جولاني” البحرية. كما أعلنت كتائب عز الدين القسام فى بيانها أن مقاتليها استدرجوا قوة صهيونية حاولت التقدم شرق حي التفاح شرق مدينة غزة على بعد 500 متر من الطريق الشرقي للمدينة إلى كمين محكم معد مسبقا، مؤكدين أنهم مواصلون في إلحاق الخسائر بجيش العدو.