الإفراج عن قوائم الناجحين قبل الدخول لتجنب العجز في التأطير تشرع وزيرة التربية في استقبال نقابات القطاع، ابتداء من منتصف الشهر، محاولة منها لاحتواء غضبها تبعا لقرار عدد من التنظيمات تدشين الدخول المقبل بحركات احتجاجية، فيما يخضع الناجحون في مسابقات التربية بداية من 16 أوت الجاري للتكوين، كسابقة من شأنها مواجهة أي عجز في تأطير الدخول المقبل، باعتبار أن مديريات التربية أفرجت عن القوائم قبل سبتمبر عكس السنوات الماضية. قررت وزارة التربية رسميا الشروع في عمليات تكوين الناجحين في مسابقات التربية، التي أعلن عن نتائجها في معظم ولايات الوطن، وحددت الفترة الممتدة بين 16 أوت و30 أوت الجاري، لمعلمي الطورين الابتدائي والمتوسط، على أن تتواصل العملية خلال عطلتي الشتاء والربيع المقبلتين. العملية التي تشرف عليها مديرية التكوين على مستوى وزارة التربية ستجرى لأول مرة في الولايات الساحلية، حيث حرصت مصالح الوصاية على توفير جميع الشروط، باعتبار أن فترة التكوين ستتزامن مع شهر أوت. ومن المقرر أن يكون شهر جوان 2014 نهاية فترة التكوين بالنسبة لهذين الطورين، ويكون متبوعا بقرار تثبيت يصدر عن مفتش التربية المكلف بعملية التقييم، علما أن إخضاع الناجح للعملية طيلة الفترة المحددة لها، لن يؤدي آليا إلى تثبيته وتوظيفه في القطاع، لأن مفتش التربية المعين يملك صلاحية تقييم قدرات الاستيعاب والكفاءات المتحصل عليها، ليقوم بناء عليها بالفصل في مصير هذا الأخير. أما بالنسبة لأساتذة الثانوي الحاصلين منهم على شهادة الماستر، فسيسفيدون من تكوين خلال عطلة الصيف فقط، فيما سيتم إخضاع حملة الليسانس الذين وظفوا بصفة استثنائية بناء على القانون الأساسي لموظفي القطاع، رقم 315/08 المعدل والمتمم بالقانون 240/12، لتكوين مدة سنة كاملة، يقوم المراقب المالي بعدها بتأشير ملفاتهم كشرط لالتحاقهم رسميا بالقطاع، على أن يوظفوا الدخول المدرسي المقبل بصفة متعاقدين. وجاء قرار وزارة التربية، هذا العام، الشروع في تكوين الناجحين في مسابقات التربية قبل سبتمبر، كسابقة تحسب لها، في إطار إستراتيجيتها لإنجاح الدخول المقبل، تجنبا للمشاكل التي ميزت الدخول الماضي، حينما تم الإعلان عن قوائم الناجحين في المسابقات بعد التحاق الأساتذة والتلاميذ بقاعات الدراسة، ما خلق ضغطا كبيرا وجدت الوصاية صعوبة كبيرة في تسييره، إضافة إلى العجز في التأطير الذي تم تسجيله في مختلف الأطوار التعليمية. بالموازاة، وتحسبا للدخول المدرسي، شرعت وزيرة التربية، نورية بن غبريط، في توجيه دعوات لاستقبال نقابات القطاع، بداية من منتصف الشهر الجاري، ومن المقرر أن تنظم جلسة عمل مع النقابة الوطنية لعمال التربية، يوم 16 أوت المقبل، واجتماعا مع اتحاد عمال التربية والتكوين يوم 26 أوت، محاولة منها لاحتواء غضب مستخدمي التربية، في ظل حالة التوتر التي بدأت تظهر بوادرها مع بداية العد التنازلي للدخول، وإعلان عدد من التنظيمات عن برامج احتجاجية بداية من سبتمبر، ما من شأنه أن يهدد نجاح الدخول والتأثير على الإجراءات الجديدة التي أقرتها الوزيرة، لتخفيف الضغط وامتصاص العجز في التأطير عكس ما سجل السنوات الماضية. و كان “إينباف” قد وجه يوم 6 أوت الجاري، رسالة “تذكيرية” للوزيرة بن غبريط، يشدد فيها على التعجيل في معالجة كل المطالب المتفق عليها في محاضر الاتفاق الموقعة مع الوزارة والوظيفة العمومية، التي سقطت من التعليمة 04/2014، خاصة ما تعلق بملفات المشتغلين على الرتب الآيلة لزوال وإدماج الذين تمت ترقيتهم بين إدماجي 2008 و2012 واحتساب الخبرة المهنية للمعلمين والأساتذة منذ تاريخ أول تعيين في قطاع التربية، إضافة إلى ملفات الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين وأعوان الأمن والجنوب والهضاب.