فتحت فضيحة جونوفياف دو فونتونيو في مسابقة اختيار ملكة جمال الجزائر، التي وصفتها الصحافة الفرنسية بالخطأ الكبير ولم تعلق عليها، الباب واسعا لطرح عديد الأسئلة والاستفسارات حول المسابقة نفسها، والجهة المنظمة لها، والمعايير التي على أساسها أعطتها وزارة عبد القادر خمري الترخيص، خاصة وأن المسابقة تتعلق باسم الجزائر في المحافل الدولية. لم تكن تصريحات جونوفياف دو فونتونيو حين قالت “الجزائر الفرنسية”، المهزلة الوحيدة التي هزت مسابقة اختيار ملكة جمال الجزائر، خاصة على مستوى متابعات الجزائريين على مواقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” و”تويتر”، وباقي المواقع الالكترونية، والتعليقات على المقالات الصحفية، بل فتحت الباب واسعا لكل أنواع الاستفسارات، ويتساءل أحدهم “يا ترى من هذه الجهة التي استطاعت أن تحصل على ترخيص كهذا، وتقيم حفلا في فندق الهيلتون ويحضره الوزراء؟”. وتساءل آخر “لا أفهم كيف تم الاختيار، وعلى أي أساس تم وضع لجنة التحكيم”، التي تضم المخرج جعفر قاسم وهو سينمائي، والإعلامية صورية بوعمامة مقدمة نشرة أخبار سابقة، وسليمة سواكري بطلة سابقة في رياضة الجيدو، لا علاقة لها لا ب”الإيتيكيت” ولا بالجمال والأناقة ولا حتى بالتجميل. تعدى الجدل القائم إلى التساؤل حول عادات وتقاليد الجزائريين والغزو الثقافي وتقليد الغرب، بل وتجاوز النقاش من مجرد حديث عن مسابقة ملكة جمال، إلى طرح آراء عميقة حول الهوية واللغة والاستقلال الحقيقي، كذلك المواطن الذي تحدث عن الإدارة التي ما زالت تُسير باللغة الفرنسية بعد 50 سنة استقلال، والوزراء الذين يتحدثون باللغة الفرنسية بمناسبة وبغير مناسبة، وصولا إلى آخر أثار موضوع علاج الرئيس في “فال دوغلاس”، متسائلا “فلم نلوم السيدة العجوز؟”. وغاص النقاش أعمق في أحداث التاريخ والماضي الاستعماري الفرنسي، فيكتب أحدهم تعليقا على الموضوع في موقع الخبر “جيش وضعته فرنسا وحكومة ليس لها من العربية إلا اسمها كل الوزراء نشأوا وتعلموا في فرنسا ولغتهم الأم الفرنسية.. والبترول والغاز تسيره فرنسا، بعد كل هذا وأكثر تغضبون لأن هذه السيدة قالت الحقيقة..”. تنوعت، من جهة أخرى، تعاليق الشباب الجزائري على مواقع التواصل الاجتماعي بين الهزل والسخرية القاتلة، إلى الاستياء والتنديد بتشويه صورة المرأة الجزائرية وجمال الجزائريات، فكتب أحد المتصفحين للفايسبوك مستهزئا “بعد اليوم لن أعاير زوجتي، بل ستتدلل علي وتقول إنها أجمل من ملكة جمال الجزائر”، وكتب آخر “غلاو علينا الشربة، الآن كل لبنات يقولو حنا أجمل من ملكة الجمال”.. بينما كتبت أخرى “لن أنظر مرة أخرى في المرآة، أنا متأكدة أنني جميلة بعد أن شاهدت ملكات جمال الجزائر”، وعلق على كلامها آخر بل ملكات “البشاعة”.