لم ينته الخلاف بين رشيد مخلوفي ومحمد معوش، وهما زميلان سابقان في فريق جبهة التحرير الوطني، حيث لا تزال ملاسناتهما تغذي جدلا واسعا، في وقت فشلت كل المبادرات للصلح بين الرجلين، اللذين يعدان عضوين فعالين في إنشاء مؤسسة جبهة التحرير الوطني. واختارت الشخصيتان المعروفتان في الساحة الكروية، ظرفا غير مناسب لنشر غسيلهما علنا، حيث أطلق كل واحد منهما اتهامات ضد الآخر، ما تعلق باستعدادهما وعفويتهما لتلبية نداء الوطن، بالانضمام إلى فريق جبهة التحرير الوطني والالتحاق بتونس فرارا من فرنسا للدفاع عن الوطن بطريقة مختلفة عن الطريقة التي استعملها الثوار إبان الحرب التحريرية، برفع الراية الوطنية في مختلف المحافل التي لعب فيها الفريق مقابلاته ضد المنتخبات الأجنبية الأخرى. ففي الوقت الذي كان الأجدر على الرجلين المساهمة في نقل رسائل ترتبط بالعزة والكرامة إلى الأجيال الحالية والقادمة، فقد فضلا تبادل الاتهامات في قناة أجنبية يوجد مقرها بفرنسا، تتعلق بتاريخ الفريق الذي يمثل مفخرة كل الجزائريين، اختار لاعبوه تحرير الجزائر بطريقتهم إبان الثورة التحريرية، وأكسبت إنجازات هذا الفريق احترام وتقدير الجميع، إلا أن الأكيد أن النظرة ستعرف تغييرا بعدما فتح الرجلان النار ليس فقط على نفسيهما بل أيضا على تاريخ الجزائر. رشيد مخلوفي “ لن أغفر لمعوش ولن أضع قدمي مجددا في المؤسسة” اعترف نجم منتخب جبهة التحرير الوطني رشيد مخلوفي، أن الاتهامات بينه وبين زميله محمد معوش تسيء إلى إنجازات فريق جبهة التحرير الوطني، وقال إن الاتهامات تنقل رسالة مشوهة عن تاريخ الفريق وتضحيات لاعبيه، إلى الأجيال الحالية والقادمة. وذكر مخلوفي ل “الخبر”، أن معوش كان عليه أن يصمت ويقتصد الكلمات، بدلا من توجيه له اتهامات باطلة من شأنها أن تفجر بيت المؤسسة التي تجمع كل أبطال فريق جبهة التحرير الوطني، ولم يفوّت مخلوفي الفرصة ليشدد أنه لن يضع قدميه مجددا إلى هذه المؤسسة، بعدما أطلق معوش هذه الاتهامات ضده، برغم شعوره أن لديه مسؤولية كبيرة عن مصير إنجازات هذه المؤسسة، خاصة ما تعلق بمدارس التكوين التي تم تأسيسها في العديد من الولايات. وكشف النجم السابق لنادي سانت إيتيان الفرنسي، أنه رفض العديد من المبادرات لإقامة الصلح بينه وبين معوش، وقال إن معوش تصرف بصورة سيئة، ولن يغفر له عما قاله بشأنه. وأعاد مخلوفي القول أن إدعاء معوش أنه أرغم عليه الالتحاق بصفوف فريق جبهة التحرير الوطني، خاطئ، مؤكدا أن التحاقه بالفريق كان عفويا وجاء استجابة لنداء الوطن. ورد مخلوفي السبب الذي دفع معوش إلى فتح النار عليه، بالقول إن معوش كان يشعر بعقدة حياله عندما كان لاعبا، وقال إنه كان يتفوق عليه فنيا ولم يكن مسؤولا عن إقصاء معوش في المشاركة في المقابلات، كما أثار مخلوفي القول أن زميله السابق في فريق جبهة التحرير الوطني، كان منزعجا من الإنجازات التي حققتها مؤسسة جبهة التحرير الوطني، بفعل علاقاته، مشددا على أن كل الامتيازات التي حصلت عليها المؤسسة كانت نتيجة العلاقات الودية التي كانت تربطه بالمسؤولين السياسيين، وذكر بالعملية التي تكفلت بها السلطات العمومية، وتتعلق بتنقل لاعبي فريق جبهة التحرير الوطني إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك الحج، ووقتها عزف معوش عن مرافقة زملائه، بدعوى أنه لم يكن مستعدا لذلك، على حد وصف مخلوفي. واقترح مخلوفي تنظيم ندوة لتسليط الضوء على كل التفاصيل، مشددا أنه متفتح على أي نقاش يؤدي إلى كشف المستور، وشدد أنه لم يلحق أبدا الأذى بزميله معوش في أي ظرف من الظرف حاضرا وماضيا، متعجبا من السبب الذي دفع بمعوش إلى إطلاق اتهامات تمثل كلاما فارغا، بحسبه، وكان الأجدر بالنسبة لمعوش، مثلما يضيف المتحدث، الحديث عن هذه المسائل قبل وفاة اللاعبين السابقين الذين كانوا زملاءهم في الفريق، وهؤلاء لم يكن معوش يتجرأ على مخاطبتهم، بحسبه، لأنهم كانوا يتمتعون بمصداقية أكبر وكانوا بمثابة أساتذتهم ومربيهم بالنسبة لهم. وشدد مخلوفي على القول أن معوش لديه مشكلة مع نفسه، ولسوء حظه، وجد مخلوفي نفسه في طريق معوش ليصب جام غضبه عليه، على حد وصفه. وبحسب المتحدث، فإن معوش اختار هذا الظرف عمدا ليخرج كل المكبوتات، لأن زملاءهما الذين بإمكانهم أن يدلوا بشهادتهم ليسوا معهما في هذه الحياة، مؤكدا أن معوش ما كان ليتحدث بهذه الطريقة لو كان زملاؤهما على قيد الحياة، متأسفا للمنعرج الذي أخذته المسيرة الطويلة والحافلة بالأمجاد لفريق جبهة التحرير الوطني. ودعا زميله معوش إلى احترام هذا الفريق المقدس، إذا لديه شعور إيجابي حيال هذا المنتخب الذي اختار الدفاع عن الوطن إبان الثورة المسلحة بمداعبة الكرة. الجزائر: هارون شربال
محمد معوش “خلافي مع مخلوفي يمتد إلى عام 1958 وأنا مستعد للصلح”
تأسف محمد معوش، اللاعب السابق لفريق جبهة التحرير الوطني، لخلافه مع صديقه في المنتخب رشيد مخلوفي، معتبرا أن تبادل الاتهامات في الوقت الراهن من شأنه أن يدنس صورة منتخب جبهة التحرير الوطني وإعطاء صورة قاتمة عنه للأجيال الصاعدة، على حد تعبيره. وقال معوش في تصريحه ل”الخبر” إنه مستعد لطي صفحة الخلاف مع مخلوفي والتصالح معه “باب مؤسسة فريق جبهة التحرير الوطني مفتوح أمام رشيد مخلوفي، إذا أظهر حسن نواياه وأراد التصالح معي، وبحضور العقلاء، رغم أنني اعترف بأن مشكلتي معه أعمق بكثير مما تتصورون وتعود إلى تاريخ 58”، يقول معوش، الذي قال إنه بادر من أجل التصالح مع مخلوفي في عدة مناسبات، ولكن مخلوفي كان يرفض التصالح. واعتبر معوش أن كل ما قاله مخلوفي في شخصه لا أساس له من الصحة، واصفا ذلك بقوله “مخلوفي يكذب على التاريخ، وأقسم بالله أن ما قاله مخلوفي كله كذب وهراء، لقد تدخل في حياتي الخاصة عندما تحدث عن زوجتي المناضلة في صفوف جبهة التحرير الوطني، فأنا لم أتحدث عن حياته الخاصة، كما أنه أراد تشويه التاريخ، عندما قال إنني التقيت جوست فونتان، وهذه أكاذيب ولم يسبق لي أن اجتمعت بهذا الرجل أو شاهدته، بل كنت في اتصال مع الثلاثي بن تيفور وبومزراق وكذا لعريبي، واتفقنا على يوم الرحيل من فرنسا وكان يوم 13 أفريل، وأنا الذي اتصلت بمخلوفي وطلبت منه الالتحاق بصفوف جبهة التحرير الوطني”، على حد قوله. وتابع معوش سرده للوقائع، مؤكدا أنه لم يتحدث عن مخلوفي بسوء ولم ينكر أنه كان لاعبا كبيرا في فرنسا ولبّى نداء الوطن، “لكنه كذب على التاريخ والشهداء بتصريحات لا أساس لها من الصحة، وقيامه بتحريف الحقائق وإنكار بأنني أنا الذي قدته إلى فريق جبهة التحرير الوطني”، كما رد على بعض الاتهامات التي وجهت له من طرف مخلوفي والمتعلقة بتهميش اللاعب الراحل مصطفى زيتوني، “مؤسسة فريق جبة التحرير الوطني ساندت عائلة اللاعب الراحل مصطفى زيتوني وساعدنا زوجته للحصول على الأموال ومنحة التقاعد، ووجدنا كل التسهيلات من وزارة الدفاع الوطني، فمخلوفي يتخبط في أزمة لم يجد مخرجا لها”، على حد تعبير معوش. الجزائر: عادل زكري