ظلت طبيعة الجزائر مصدر إلهام العديد من المبدعين والسينمائيين وحتى الرسامين الذين صنعوا أجمل لوحاتهم المعروضة في كبريات المتاحف العالمية، من قصص جزائرية، حيث لا يمكن اليوم العبور على متحف “بروكلي” بنيويورك دون الوقوف أمام حكاية الطفل الصحراوي الجزائري التي رسمها الفنان الأمريكي العالمي فريدريك آرثر برغمان في القرن الثامن عشر خلال رحلته الفنية التي قادته إلى الجزائر ووهران وبسكرة. في رصيد الرسام الأمريكي فريدريك برغمان العشرات من اللوحات الفنية التي تحمل جمال الجزائر وعبق تاريخها وشوارعها، من القصبة وحتى الصحراء، فمنذ أن استقرّ برغمان في الجزائر سنة 1877، قرر رسم تاريخ الجزائر ضمن أعمال تجاوزت ال300، رسمها خلال رحلته الطويلة عبر البحر الأبيض المتوسط، منها الكثير من اللوحات التي تصوّر يوميات الجزائريين في تلك الفترة، وهي أعمال معروضة في متحف الفن بالولايات المتحدةالأمريكية. سحر وجمال الطبيعة الجزائرية، قاد السينما العالمية وعدساتها أيضا لتصوير أشهر المشاهد الخالدة، على غرار فيلم “طرزان روفرونج” للمخرج إيدجار رايس العالمي الذي قرر تصوير الفيلم في حديقة التجارب ب«الحامة” في العاصمة وذلك سنة 1983 . وبالعودة إلى الرسام، لا يمكن اليوم الحديث عن تاريخ التعبير التشكيلي في فرنسا دون المرور عبر لوحات “ألفونس إيتيان ديني” الذي ألهمته جولته إلى بوسعادةبالجزائر نحو قرار الاستقرار بها حتى وافته المنية عام 1929. وتحاكي أبرز لوحاته جمال طبيعة الجزائر، شأنه في ذلك الرسام البلجيكي “إدوارد فيرشافلت” الذي قدم حوالي ثلاثة آلاف لوحة عن صحراء الجزائر. وعلى هذا النحو، فقد ظلت الطبيعة الجزائرية مصدر إلهام الفن في العالم، حتى قرر المخرج كوستا غافراس تصوير الفيلم “زاد” بالجزائر بعد الاستقلال، وهو يعتبر الفيلم العربي الوحيد الحائز على جائزة أوسكار من فئة الأفلام الأجنبية. كما قام المخرج البريطاني جون إيرفن بتصوير مشاهد فيلم “مسدس مانديلا”، الذي يتناول حياة الزعيم الراحل نيلسون مانديلا بمدينة تلمسان. ولا تزال في أجندة السينما العالمية بها العديد من المشاريع التي تحمل عشق وسحر الطبيعة الجزائرية الخلابة، كمشروع فيلم “تارميناتور 4” للممثل الأمريكي الشهير أرنولد شوارزنيغر الذي أعلن سنة 2013 عن مشروع تصوير الفيلم بالجزائر، ورغم عدم تقديم المشروع إلى غاية الآن، إلا أن النجم العالمي وصف زيارته الأخيرة إلى الجزائر ب«القارة” التي يمكنها إلهام السينما العالمية.