إسلام قطر والسعودية يذبح المصريين في ليبيا بسيوف داعش، وطائرات أمريكا وإسرائيل تقصف إسلام داعش في ليبيا باسم الجيش المصريǃ وزير دفاع فرنسا يبارك السيسي ضربه الجارة ليبيا دفاعا عن النفس، وصونا لكرامة المصريين من اعتداء داعشǃ فرنسا هي التي بادرت بإدخال ليبيا في هذه الفوضى بمباركة قطر والسعودية ومساهمتهما في تمويل الناتو الفرنسي في الهجوم على ليبياǃ الثورة في مصر انتهت إلى انقلاب عسكري ومجازر، والثورة الناتوية في ليبيا انتهت هي الأخرى إلى حالة اللادولة وتمكن المليشيات من رقاب الناس. السفير المصري في الجزائر يقول في فضائية جزائرية بالاسم: “إن مصر لا تطلب الموافقة من الجزائر على ضرب ليبيا”ǃ وهو على حق.. متى كانت مصر تطلب من الجزائر رأيها في الهجوم على الجيران؟! هل طلبت مصر ناصر من الجزائر رأيها في ضرب اليمن سنة 1963؟ǃ وهل طلبت مصر رأي الجزائر في ضرب ليبيا سنة 1977؟ǃ الجزائر التي كانت في عهد “الموسطاش” ترفض للمغرب ضرب الصحراء الغربية، لأنها جارة على حدودناǃ وترفض لفرنسا ضرب ليبيا لأنها على حدودنا.. وترفض لمصر ضرب ليبيا سنة 1977، لأن ليبيا على حدودنا، وترفض لأمريكا ضرب ليبيا سنة 1985، لأن ليبيا على حدودناǃ هذه الجزائر لم تعد اليوم قادرة على قول لا لفرنسا وهي تضرب مالي في جنوبنا.. بل وتستخدم أجواءنا في العملية.. ولم تعد قادرة على القول للمصريين: ذبح مواطنيكم بواسطة سكاكين قطر والسعودية على ركبة داعش، أمر غير مقبول.. لكن ذبح طائراتكم للأبرياء في درنة هو أيضا غير مقبول؟ǃ هل الجزائر ما تزال قادرة على قول لا للمصريين والسعوديين في الجامعة العربية، وهم يريدون تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك للجامعة العربية وتحويل محتواه من الدفاع ضد إسرائيل إلى الدفاع ضد الحلفاء العرب لدعم إسرائيلǃ كيف تسمح الجزائر بإحياء اتفاقية الدفاع المشترك التي وقّعت قبل استقلال الجزائر في الجامعة العربية.. ولا تحيي الجزائر اتفاقية الدفاع المشترك مع ليبيا التي وقّعت في حاسي مسعود سنة 1975؟ǃ نعم ليبيا لم تعد دولة.. لكن الجامعة العربية لم تعد منظمة أيضا؟ǃ إذا كنا لابد أن نحاسب داعش على ما فعلته في ليبيا بالمصريين وغير المصريين، فلابد أن نحاسب أولا الدول العربية التي أنشأت داعش في سوريا.. إنني لا أفهم كيف تحارب قطر والسعودية وسوريا الأسد في خندق واحد ضد داعش التي مولتها في البداية السعودية وقطر في سياق تحرير سوريا، وباركتها مصر الثورة قبل انقلاب السيسي.. إن الأمر لا يتعلق بداعش وعبثها بأمن العرب، بل يتعلق بحكام العرب الذين يعبثون بدم الشعوب.