استنكرت الأوساط الشعبية والرسمية الفلسطينية قرار محكمة القاهرة للأمور المستعجلة تصنيف حماس منظمة إرهابية، بدعوى تورطها في أعمال تخل بالأمن المصري الداخلي. جابت شوارع مدن القطاع مسيرات منددة بالقرار المصري، ورفع المشاركون لافتات كتب عليها “حماس شرف الأمة”، وردد مشاركون: “كلنا حماس، كلنا مقاومة”، وقال أحد المشاركين: “هذا القرار اصطفاف وولاء مطلق للاحتلال وخيانة لدماء الشهداء والأسرى والجرحى”. وقال القيادي في حماس مشير المصري خلال المسيرات الحاشدة بالقطاع: “مثل هذه القرارات لن ينال من عظمة حماس والقسام، لأن حماس أخرجت العدو مع شعبها من القطاع بسلاحها، وأفرجت عن الأسرى، والقادم أعظم لصالح تحرير الأسرى والمسرى”. فلسطينيا أيضا، رفضت حركة فتح على لسان عضو لجنتها المركزية جمال محيسن، اعتبار حماس حركة إرهابية، معتبرًا أن الحركة جزء أصيل من النسيج الاجتماعي الفلسطيني. وقال محيسن في تصريح ل”الخبر”: “لا يمكن القبول بأن تكون (حماس) حركة إرهابية، ويجب على القضاء المصري توضيح الدليل الذي استند إليه حين أصدر هذا القرار”. وبينما أكدت حركة الجهاد الإسلامي أنها تنظر بخطورة كبيرة لهذا القرار، معتبرة أنه لا يخدم مصالح وتطلعات الأمة العربية التي انحازت للقضية الفلسطينية. وقال القيادي خالد البطش في تصريح ل”الخبر”: “حركة حماس هي فصيل فلسطيني مقاوم قدمت سيلاً من التضحيات دفاعًا عن كرامة الأمة في مواجهة الإرهاب الصهيوني، وقد شكلت المقاومة الفلسطينية بتضحياتها وعيَ الأمة، ولن يسيء لها قرار قضائي مستعجل. ومن جانبها، طالبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في تصريح وصل “الخبر”، كل مؤسسات الدولة المصرية بوضع حد لما وصفته بالإساءة التي تمس كل فصائل وشرائح الشعب الفلسطيني”. وفي المواقف العربية، قال المفكر المصري عصمت سيف الدولة، إنّ حكم محكمة القاهرة، يهدف لاستدراج الفلسطينيين وبالتحديد الحركة إلى معارك جانبية، موضحًا أنه صادر عن محكمة غير مختصة، كون القضية غير مستعجلة، وهي من أمور السيادة، وليس من صلاحية القضاء التعقيب عليها. وفي السياق، قال موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، إن قرار المحكمة سياسي، ولا علاقة للمحكمة بهذا القرار كونها غير مختصة، وأضاف في تصريح وصل “الخبر” نسخه عنه أن حماس لا تستطيع الدفاع عن نفسها، أو الاستئناف على الحكم الصادر ضدها، لأنها ليست طرفًا في الخصومة أو الدعوى المرفوعة. مستغربا رفض المحكمة دعوى مشابهة رفعت ضد إسرائيل؛ لأنها غير مختصة، في حين أصدرت ذات المحكمة قرارًا باعتبار حماس “منظمة إرهابية”. وقد عمَّت أجواء من الرفض الفلسطيني لقرار محكمة مصر، بينما أدخل الفرحة على قلوب الإسرائيليين، حيث عبّرت وسائل إعلام عبرية عن سعادتها بالقرار المصري لأنه يخرج حماس من تصنيفها بأنها تقاتل إسرائيل فقط، من ناحية أخرى، أشاد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق بالقرار ووصفه ب”المهم للغاية”. وبينما قال موقع “ديبكا” الاستخباراتي الإسرائيلي: “بعد اعتبار حماس بشقيها السياسي والعسكري كحركة إرهابية، النظام المصري يستعد لضرب حماس في قطاع غزة بما فيها ضربات جوية”، وتتخوف حماس من احتمالية توجيه القاهرة ضربة عسكرية ضد القطاع، على خلفية ما تردده وسائل إعلام مصرية. وكان القيادي في الحركة صلاح البردويل قال إن حركته: “لن تصمت” على أي هجوم مصري محتمل ضد غزة، وسندافع عن أنفسنا لكننا لن نعتدي على أحد، متهما بعض الإعلاميين المصريين بتهيئة الرأي العام لتقبل ذلك.