أجمعت الأحزاب السياسية على أن استمرار الاحتجاجات في عين صالح على أن استمرار أشغال التنقيب عن الغاز الصخري قرار لا يخدم الاستقرار ويعرضه للاهتزاز، داعية إلى مد قنوات الحوار مع المواطنين بغية الخروج من الأزمة الراهنة في أقرب وقت. قدر عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، أن ”النظام السياسي لا يحمي مواطنيه ولا يسمح لهم بالتعبير ويزوّر الانتخابات ويقمع المتظاهرين سلميا.. خطر حقيقي على الاستقرار”. ويتخوف من أن تعرف الأيام القادمة المزيد من ”الانزلاقات”، داعيا السلطة إلى ”تنظيم استفتاء حول استغلال الغاز الصخري في الجزائر كلها” إن كانت تحترم الشعب وتطلعاته. وفي بيان حمل توقيعه، وصف سفيان جيلالي، رئيس حزب جيل جديد، السلطة بأنها ”نظام المضرم للنار”، مشبها إياها ب”نظام بينوشيه (ديكتاتور الشيلي)، حيث نهبت ثروات البلاد من قبل الأقوياء، في حين كان الشعب يتعرض للقمع الشرس”. وعما يحدث، قال جيلالي إنه ”بعد النهب المنظم للثروات الوطنية، ها هي زمرة الرئاسة يبدو عنها وكأنها تخطط لإدخال البلاد في متاهات خطيرة جدا قد تمس بوحدة الوطن.. منذ عدة أشهر تحاول المعارضة لفت الانتباه إلى خطورة الوضع وخصوصا العواقب الوخيمة لخيار ”الغاز الصخري” ولو على حساب الوحدة الوطنية”. وقال محمد حديبي، مسؤول الإعلام بحركة النهضة، في اتصال مع ”الخبر”، إن الوضع في عين صالح ”يتجه إلى التعقيد بعد أن دخل مرحلة المواجهة والسلطة لم تستطع أن تقنع لا السكان الذين أوقفوا حياتهم اليومية لأكثر من شهرين ولا الرأي العام، ولم تستطع حتى أن تقدم تبريرات حقيقية لقمع الطبقة السياسية التي خرجت للدفاع عن الوحدة الوطنية بتضامنها معهم”. وفي نفس السياق، أعرب حزب طلائع الحريات عن ”قلقه من التصعيد الخطير في عين صالح”، داعيا ”رئيس الجمهورية لاتخاذ خطوة خلال 48 ساعة القادمة بتوقيف أشغال التنقيب فورا ومباشرة حوار مع السكان”. بينما أفاد أحمد عظيمي ل”الخبر”: ”ما يحدث في عين صالح يبين بأن السلطة خطر على البلاد، لأنه ليس لديها قنوات حوار ولا تعمل لصالح الوطن.. بل إنها متطرفة في مواقفها وتحتقر الرأي العام ولا تهتم بمصير البلاد”. وشدد حزب العمال، على لسان القيادي رمضان تاعزيبت، على ضرورة الابتعاد عن العنف وإيجاد قنوات تحاور بين الدولة والسكان. وقال ل”الخبر”: ”نحن ضد القمع ولا نقبل باستعمال القوة ضد المواطنين”. وأضاف أن ”الحل لا يتأتى بالعنف واستعمال القوة”، مشيرا إلى دخول حزب العمال في اتصالات مع عدد من مواطني عين صالح ”الذين أكدوا رغبتهم في انفراج الأوضاع، لأن استمرارها على ما هي عليه لا يخدم أحدا”.