أبدى تلاميذ المؤسسات التربوية، خاصة منهم المقبلون على امتحانات نهاية الطور الدراسي، أمس، تذمرهم من تجميد امتحانات الفصل الثاني من السنة الدراسية، كما عبروا عن استيائهم من “الوزارة الوصية ومن النقابات معا”، فيما فضل آخرون الاتجاه نحو الدروس الخصوصية لتعويض التأخر. وقامت “الخبر” بجولة إلى بعض الثانويات عبر ولايات الوطن لتقصي الأوضاع، حيث أعرب الذين تحدثنا إليهم عن تخوفهم الشديد من استمرار الوضع على حاله بين وزارة التربية ونقابة “الكنابست”، خاصة بعد مقاطعة الأساتذة المضربين الامتحانات، وهو ما ينبئ “بسنة بيضاء”، على حد قولهم. فبثانوية الإدريسي بساحة أول ماي بالعاصمة، واصل الأساتذة المضربون مقاطعة الامتحانات، حيث أفاد حمزة، طالب في السنة النهائية قسم اللغات، بأن الأمر لا يبشر بالخير، كون الأساتذة أصروا على مقاطعة امتحانات الفصل الثاني. ولم تختلف تصريحات التلاميذ من ثانوية إلى أخرى، حيث تبين خلال حديثنا مع بعضهم أن أملهم الآن على العتبة، والتي يرى فيها كريم، طالب في السنة الثالثة تسيير واقتصاد بثانوية ديدوش مراد ببئر مراد رايس، الحل الوحيد لإنقاذ الموسم الدراسي وشهادة البكالوريا. وأكد الأستاذ أوس محمد، عضو المكتب الوطني المكلف بالمنازعات على مستوى نقابة “السنابست”، في تصريح أدلى به ل”الخبر” أمس، بأن “كل شيء وارد في ظل التعثر الذي يلازم المفاوضات التي تجمع بين النقابات والوزارة الوصية لحد الساعة، حيث إن مسألة عدم اعتماد العتبة الذي أعلنت عنه بن غبريت قبل أسابيع لم يعد اليوم أمرا مؤكدا، بفعل تعطل الدراسة، مع إمكانية استمرار حالة الشلل بسبب لهجات التصعيد التي باتت تسمع من هنا وهناك”. وهو نفس الهاجس الذي يتخوف منه الأولياء، حيث أفاد الحاج دلالو بأن فيدراليته لا تريد مجرد التفكير في هذا الأمر من فرط تخوفاتها من عواقبه الوخيمة. من جهتهم، عبر الكثير من أولياء التلاميذ في قسنطينة الذين التقت بهم “الخبر” بالقرب من ثانوية رضا حوحو ومتقن بيض بالخروب والأختين سعدان بوسط مدينة قسنطينة، عن استيائهم من استمرار إضراب الأساتذة المعلن عنه منذ أيام، والذي هدد، حسبهم، استقرار العام الدراسي لأبنائهم، خاصة منهم طلبة القسم النهائي. كما عبّر من جهتهم أولياء التلاميذ، لمقاطعة الجزائر غرب، عن قلقهم الشديد حول ما أسموه بالانسداد الذي وصلت إليه أطراف النزاع، وما سينتج عن ذلك من آثار سلبية على التلميذ، مطالبين كلا الطرفين بفتح حوار جاد ومسؤول وتسيير الملف بطريقة عقلانية وتقديم تنازلات من الجانبين لمصلحة التلميذ الذي يعتبر المتضرر الوحيد من الإضرابات المتكررة، التي يعرفها القطاع في السنوات الأخيرة. وفي البليدة ظهرت آثار الإضراب في أسبوعه الثالث، وانعكست بشكل واضح على نفسيات التلاميذ بالخصوص وأوليائهم، إلى درجة أن بعض الأولياء لجأوا للتفاوض مع أساتذة مضربين، في محاولة منهم لإقناعهم بالعودة للدراسة، وتمكين أبنائهم من الامتحان واستدراك أيام الإضراب، كما اعترف الأمين الولائي لجمعية أولياء التلاميذ في البليدة ل«الخبر”، بأن “الوضع أصبح مقلقا”.