عبّر عدد من مثقفي وفناني ولاية قسنطينة والولايات الشرقية المجاورة عن استيائهم لإقصائهم من حضور حفل افتتاح قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، ووجه اتحاد الفنانين لمدينة قسنطينة رسالة إلى رئيس الجمهورية والوزير الأول عبد المالك سلال، ونسخة عنها لوزيرة الثقافة نادية لعبيدي، تتضمن احتجاجهم على هذا الإقصاء. أكد عدد كبير من ممثلي المسرح والتلفزيون والسينما ل ”الخبر”، أن المشرفين على توزيع دعوات حضور الافتتاح لم يتذكروهم، بل ولم يستشيروهم في كيفية إعداد برنامج الملتقيات واللقاءات وغيرها من الفعاليات، كما تجاهلوا الأدباء والكتاب والشعراء الذين شرفوا المدينة في المحافل الدولية، معتبرين الفنان حاضر الأمة ووجه الثقافة في هذه التظاهرة. ونشر عدد من المثقفين عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، عبارات استياء وغضب بسبب إقصاء المثقف من التظاهرة، وخاصة حضور الافتتاح، حيث كتب محمد زيتيلي مدير المسرح الجهوي بقسنطينة، تعليقا على عدم دعوة مثقفي ومفكري وأدباء الجزائر في افتتاح قسنطينة 2015، ”والله لو كان بن باديس ومالك بن نبي ومالك حداد ومحمد العيد آل الخليفة وكاتب ياسين ومصطفى كاتب وعبد القدر علولة أحياء، ما وجهت إليهم الدعوة”. كما كتب الدكتور حسن تليلاني منذ أيام إنه رغم إسهاماته في الثقافة لم تقدم له أية دعوة لحضور أو تنشيط أية فعالية وهو يسكن بولاية قريبة من قسنطينة، وكتب آخر ”قسنطينة عاصمة الثقافة دون مثقفين”، وعلق رابع ”خبز الدار ياكلو البراني” تعليقا على دعوة عدد كبير من الحضور من العاصمة وإقصاء مثقفي المدينة التي يُحتفى بها كعاصمة للثقافة العربية. وردّ مدير الثقافة محمد فوغالي من جهته على التساؤلات بقوله إن دعوات حفل الافتتاح ليست من مهام مديرية الثقافة، حيث تكفلت بها محافظة تظاهرة قسنطينة، مضيفا أن المديرية لم تتلق أي احتجاج سوى استفسارات بعض الفنانين عن الحفل الشعبي والاحتفال من الراغبين في الحضور. ووجه اتحاد الفنانين لمدينة قسنطينة من جهته رسالة إلى رئيس الجمهورية والوزير الأول عبد المالك سلال، ونسخة عنها لوزيرة الثقافة نادية لعبيدي، احتجوا خلالها على إقصاء فناني ولاية قسنطينة في كل مجالات الفن، من سينما ومسرح وغناء، من تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية. وأكد ممثلو اتحاد الفنانين لولاية قسنطينة من جانبهم في تصريح ل ”الخبر”، أن الجهات المشرفة على تظاهرة ”قسنطينة عاصمة للثقافة العربية” قامت بإقصاء أغلبية الفنانين المقيمين في الولاية والولايات المجاورة من النشاطات التي صاحبت الاحتفالات الشعبية، حيث غابت وبشكل كبير فرق ومطربي المالوف عن الاستعراض الشعبي، كما هو الأمر للعيساوة والفقيرات والوصفان التي لم تكن ضمن القافلة، والتي تعبر حسبهم عن حقيقة التراث القسنطيني الذي لم يظهر له أثر، وهو ما أدى إلى استغراب العائلات التي قدمت لحضور الاحتفال الشعبي، حسب ما أكده اتحاد الفنانين الذي قال إنه كان سيساهم بدرجة كبيرة في حال تم إشراكهم. وأضاف الاتحاد في البيان المرسل إلى الجهات المسؤولة أن الفنان القسنطيني المهمّش ماديا ومعنويا أقصي بطريقة واضحة في بيته وبيئته، حيث وجد الفنانون أنفسهم مقصين من المشاركة أو حتى الحصول على دعوة لحضور الحفل الرسمي، مشيرين إلى أن الأموال الضخمة التي صرفت لتفعيل الفعل الثقافي في التظاهرة، لم تشمل فن المالوف في عقر داره ولم تسع لتطويره ودعمه، وصرفت في حفل لم يكونوا موجودين فيه وتضييع فرصة كان ينتظرها المالوف للظهور.