في الوقت الذي ينتظر الجزائريون ممن يعانون الويلات من مرضى السرطان إعلان الحكومة عن حلول جذرية واستعجالية للتكفل بهم، فضّل الوزير أن يركز، في إجابته عن سؤال يتعلق بما فعلته الحكومة للتكفل بهؤلاء المرضى، على التشكيك في الأرقام المقدمة لغاية الآن حول عدد المصابين بالسرطان في الجزائر، معلنا أنه “سيتم الإعلان قريبا عن الأرقام الحقيقية للإصابة بالسرطان”. غير أن الأرقام الرسمية، والتي أعلن عنها الوزير أمام النواب تعكس مدى انتشار مرض السرطان في أوساط الجزائريين، بإحصاء 24 ألف حصة علاج كيمياوي خلال سنتين فقط وأكثر من 6 آلاف فحص لحالات سرطان، غير أن هذه الأرقام لا تعكس الواقع، حيث يبقى عدد كبير من مرضى السرطان، ممن ينتظرون دورهم لسنوات أخرى للظفر بحصة علاج كيمياوي أو فحص مدقق للكشف المبكر للسرطان، غير معنيين بالإحصائيات التي تقدمها الوزارة، إلى غاية تدوين أسمائهم بسجلات الوفيات. وقال بوضياف، في رده أمس على سؤال شفوي لنائب بمجلس الأمة حول إنجاز مركز مكافحة السرطان بباتنة، إنه تم تسجيل 6650 فحص لحالة سرطان و24 ألف علاج كيمياوي بين سنتي 2012 و2014، فيما تم تسجيل 4234 علاج كيمياوي منذ بداية سنة 2015. وأكد المسؤول الأول عن قطاع الصحة، استنادا إلى إحصائيات قال عنها إنها “دقيقة”، أن الأرقام المقدمة إلى غاية الآن حول عدد مرضى السرطان تبقى “تصورات فقط وهي تقريبية، وأن عدد الإصابات في الجزائر أقل مما يتصوره ويتداوله الجميع”. على صعيد آخر، أوضح الوزير أن التكفل بملف الصحة في الجنوب سيخصص له بند من البنود التي سيتضمنها قانون الصحة الجديد، والذي سيعرض قريبا على البرلمان. وفي الإطار نفسه، كشف الوزير عن إدراج امتيازات جديدة تخص الأطباء الناشطين في الجنوب، والمتعلقة بتمليك السكنات الوظيفية للأطباء، إلى جانب تقديم إعانات تخص دفع تذاكر السفر. من جهة أخرى، كشف الوزير عن تسجيل 46 ألف لسعة عقرب تسببت في 41 حالة وفاة.