نزل خبر تكلفة الحج، الذي أعلن عنه، نهاية الأسبوع، وزير الشؤون الدينية والأوقاف، كالصاعقة على زهاء 30 ألف جزائري مُقبلين على أداء هذه الفريضة، حيث ارتفعت التكلفة إلى أكثر من 41 مليون سنتيم، بزيادة خالصة تتجاوز سبعة ملايين سنتيم، مقارنة بالموسم الماضي، ما تسبب في صدمة قوية في صفوف السواد الأعظم من الحجيج. أوعز السيد توفيق ميدون، رئيس نقابة الوكالات السياحية لناحية غرب البلاد، في تصريح أدلى به ل”الخبر”، أمس، الارتفاع الذي عرفته تكلفة الحج لهذا الموسم إلى مجموعة من العوامل، تضافرت فيما بينها لتُنتج تكلفة تم تحديد قيمتها ب412 ألف دج. ولعل أهم هذه الأسباب الإجراء الجديد الذي قررته السلطات السعودية، وكشفت عنه “الخبر” في أعداد سابقة، والمُتعلق بإجبارية إطعام الحجاج في إطار ما يسمى بالإعاشة، باعتبار أن التكلفة المُعلن عنها من قبل محمد عيسى تتضمن خدمات الإيواء والنقل وحتى الإطعام طيلة التواجد في البقاع المقدسة، من منطلق أن وزارة الحج السعودية ارتأت المرور إلى هذا الإجراء الجديد من أجل تقليص الحوادث التي تنجم جراء إقدام الحجاج على الطهي في الحظائر الفندقية، والتي شكلت صداعا كبيرا للقائمين على التنظيم طيلة المواسم الماضية. السبب الثاني الذي فعل فعلته في الارتفاع الذي آلت إليه تكلفة الحج، حسب ذات المتحدث، هو نوعية الفنادق التي تم استئجارها هذا الموسم من أجل إيواء الحجاج، والتي تتميز بجودتها، فضلا عن قربها الشديد من الحرمين المكي والمدني، خلافا للمواسم الماضية، الأمر الذي من شأنه تذليل العقبات على الحجاج، ويُغنيهم عن قطع مسافات طويلة للوصول إلى وُجهاتهم مثلما كان يحدث في وقت سابق، كون أبعد عمارة عن المسجدين المقدسين محددة ب900 متر على أقصى تقدير، ناهيك عن المعطى الآخر والمتمثل في إيواء الجزائريين لوحدهم في الفنادق المؤجرة وعدم اختلاطهم مع حجاج من جاليات أخرى. وأضاف السيد توفيق بأن الزيادة التي طرأت على التكلفة يُبررها أيضا الانخفاض الذي طرأ على قيمة الدينار الجزائري في الآونة الأخيرة مقارنة مع العملات الأخرى، بالإضافة إلى الاستمرار بالعمل بنفس المدة المحددة لبقاء الحجاج في البقاع المقدسة، والتي تتأرجح ما بين 30 وإلى غاية 35 يوما، ما يزيد في قيمة النفقات، مضيفا بأن نقابة الوكالات طالبت مؤخرا وزير الشؤون الدينية والأوقاف بالسعي مع الأطراف السعودية من أجل تقليص هذه المدة إلى حدود 15 أو 20 يوما، لتخفيف العبء المادي وحتى البدني على الحجاج، غير أن الأمور لا تزال على حالها لاعتبارات تتعلق بالجانب السعودي في انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات في المستقبل المنظور.