تقاسم مشايخ وعلماء المالكية من مختلف الدول العربية والإسلامية المجتمعين على مدى يومين بعين الدفلى في الملتقى الدولي للمذهب المالكي في طبعته الحادية عشر التي تناولت هذه السنة بالدراسة والنقاش فقه النوازل عند الإمام الونشريسي من خلال كتابه المعيار المعرب ، قناعة بأهمية استثمار فقهاء المالكية لهذا العصر في فقه النوازل للإمام الونشريسي لحل مشكلات العصر الناجمة عن تجدد وتعدد وتشعب حاجيات مسلم اليوم في دينه ودنياه . وأهم ما ميز أشغال اليوم الأخير مداخلة الأستاذ زهير قزان من معهد الشيخ بن سعيد الإسلامي بدبي في دولة الإمارات حول منهج علماء المالكية في مواجهة الانجراف الفكري التي تناول فيها تبعات الأخطاء التي تتسبب فيها فتاوى أئمة يتزايد عددهم في عصرنا ،يصدرون فتاوى بالجملة لم ينزل الله بها من سلطان نتيجة عدم تحكمهم في الفقه الإسلامي وعدم إلمامهم بعلوم الدين تخول لهم أنفسهم حب الظهور ويحركهم التميز على خلاف أئمة الماضي الذين كانوا لا يريدون من وراء عملهم سوى ابتغاء وجه الله ، ولأجل دحض أخطاءهم وتفحيم حججهم الضعيفة ،اقترح المتدخل فضحهم لما خلفت ما أطلقوها من فتاوى باطلة من تبعات وخيمة على مجتمعاتنا الإسلامية ، وذلك من خلال المناظرات المفتوحة مع إرغامهم على الاعتراف بأخطائهم أمام الملأ ، وإذا أصر أحدهم على موقفه سيتم النظر في طرق معاقبته مؤكدا على أن أي خطأ في حق المسلمين إنما صدر عن أهواء ورغبات من أفتى به ،ولا يعني بأي حال قصور موجود في الإسلام .
وتوج الملتقى بعدة توصيات من بينها ترقية الملتقى إلى مؤسسة علمية مستقلة بذاتها وتأسيس كرسي علمي بإسم الإمام أبي العباس أحمد الونشريسي ومأسسة الفتوى مع مراعاة عادات وأعراف المجتمعات حماية وتحصينا للأمة من فوضى الإفتاء وتشكيل فرق بحث مشتركة بين وزارت الدينية والأوقاف والتعليم العالي والثقافة تتخصص في مجال فقه النوازل تحقيقا وتخريجا ودراسة واستحداث مقياس فقه النوازل في الجامعات والمعاهد الإسلامية ، واختتمت أشغال الملتقى بتكريم عدد من العلماء والمشايخ المشاركين في طبعة هذه السنة .