هاجم مرشح الانتخابات الرئاسية المقبلة علي بن فليس الوزير الأول عبد المالك سلال الذي يروج حسبه لخطاب الاستقرار في الجزائر للإبقاء على الوضع القائم وتخويف الجزائريين من التغيير. تخلى بن فليس في خطابه أمام مديري الحملة الانتخابية أمس بالعاصمة عن ليونته التي أظهرها في إعلان ترشحه قبل 20 يوما، واعتمد خطاب نقديا وقال”ادعوكم لمضاعفة الحيطة والحذر لأن الفترة التي تسبق الانتخابات مناسبة لكل المناورات السياسيوية، والتي تظهر للأسف مؤشرات عدم يقين، ليس من شأنها دعم السكينة المطلوبة لانتخاب شفاف ونزيه”. واستدل بما وصفه ب “الخطاب المثير لبعضهم، والذي يأخذ شكل نداء ظاهره الحفاظ على استقرار الجزائر، لكنه في الحقيقة يهدف إلى التخويف وإبقاء الجزائر في وضعها القائم وتأخير أي إمكانية للتغيير تحملها الإرادة الشعبية، أي أن الجزائريين مخيرون وفق مرددي خطاب الاستقرار بين الوضع القائم أو الفوضى. “إنها تصريحات غير مقبولة خاصة أنها صادرة عن رسميين كان عليهم تحمل مسؤوليتهم وتقديم المثل في ضبط النفس والسهر في المقابل على توفير الظروف السياسية لتحضير وإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة. وتوجه بن فليس إلى مردد خطاب الاستقرار بالقول “ليس لأحد الحق أن يدعي احتكاره ضمان استقرار بلدنا، ونرفض كل أنواع المزايدة لأن كل جزائري وجزائرية هو حام وحارس أمين لاستقرار بلدنا”. وأشار بن فليس في خطابه إلى أن الاستحقاق الرئاسي المقبل محطة مشهودة لتجسيد وتعميق البناء الديمقراطي في الجزائر، ودعا لجعل الحدث “موعدا لاستعادة ثقة الشعب في ممثليه ومؤسساته”. وغازل بن فليس في خطابه حزبه جبهة التحرير الوطني، موضحا في دعوته لمديري الحملة الانتخابية لأجل تجنيد كل القوى والفئات الاجتماعية، “علينا حشد كل فئات المجتمع، فأنا لست مرشح حزب وسأسعى لتمثيل كل الشعب الجزائري دون التنكر لصفتي كعضو في حزب جبهة التحرير الوطني”. وعلق بطريقة غير مباشرة على اتهامات زميله السابق في حكومة الإصلاحات غازي حيدوسي له أمس بأنه جهوي بالتحذير من “المحسوبية والجهوية”، ونصح قيادة أركانه بتركيز خطابهم على مشروع الحزب دون المساس بأحد ودون المساس بمؤسسات الجمهورية التي يجب الحفاظ عليها لأنها ملك للجزائريين ولأنها الضامنة والحافظة لاستقرار الجزائر. وتبع الخطاب باجتماع لقيادة أركان المرشح لضبط الإطار التنظيمي للحملة والاستماع لآراء ممثلين عن المديريات الجهوية، وتم في هذا الإطار دعوة المديريات للعمل على تجهيز قوائم المراقبين يوم الانتخابات، والوقوف على حماية الصناديق يوم التصويت، وأهمية عدم تكرار أخطاء انتخابات 2004 بتوفير عدد كاف من المراقبين والحرص على عدم الغفلة عن متابعة عملية التصويت، وتوفير مكلفين بسبر الرأي لمعرفة سير النتائج قبل الإعلان الرسمي عنها.