لم يخلُ تدخل رئيس اتحاد الشاوية عبد المجيد ياحي من الطرافة وهو ينتقي عباراته بإحكام لوصف حال الكرة الجزائر، ما أثار ضحك الحضور على المشهد الذي ساقه ياحي، راسما صورة كاريكاتورية فريدة من نوعها. قال ياحي وهو يكاد يقاطع رشيد رجراج الذي تحدّث بانفعال “لم أكن أريد الحديث، لكنني سأتابع في نفس السياق لأقول بأن الكرة اليوم يتم تسييرها كمملكة، فهناك شخص واحد يصدر الأوامر مثل الباشا”، مضيفا “الأندية هي التي تصنع كل شيء ومن يستفيد غيرنا، حالنا كحال من يصنع البندير وغيره يقبض ثمنه، ففي السابق كانت الوزارة تستشير الأندية حتى قبل إعداد الميزانية المالية، واليوم تم تهميش رؤساء الأندية، ومن المفروض أن تتمتع الرابطة بالسيادة وهي تسيّر المنافسة”. وواصل ياحي يوجّه رسائل مشفّرة ينتقد فيها الاتحادية وهيمنة رئيسها محمّد روراوة بالتأكيد بأن “الفاف” تفرض عدة قوانين على الأندية حتى وإن كانت لا تتناسب وواقعها، مشيرا “القوانين يجب أن تصدر عن الرابطة، فنحن الفاعلون ونحن من يجب أن يصيغ القوانين، وما يحدث اليوم كمن يمنحك حذاء بمقاس 48 وأنت مقاسك 32 ثم يُفرض عليك أن تمشي به بشكل سليم فتجد نفسك تجرّ قدميك ثم تقول لهذا المسؤول إنه ليس مقاسي، لكن يفرض عليك ارتداؤه”، ليضيف “هذا ليس احترافا وصدّقوني أن التشاد أحسن منّا في الاحتراف، كما أنني زرت بوركينا فاسو واقتنعت أيضا بأنهم أفضل منّا أيضا”، مؤكدا أيضا بأن كرة القدم تحت رحمة رجل واحد “الكرة تسيّر في الجزائر كمملكة والأوامر تأتينا من الباشا، فهناك من يرى نفسه بأنه الكرة ذاتها وبأنه كل شيء”. وانتقد ياحي التحكيم وهو يدافع عمن يطالب بجعل اللّجنة الفدرالية للتحكيم تحت وصاية الرابطة، حيث قال “الحكم في الجزائر يوزع بطاقاته الصفراء على احتجاجات وهمية، فاللاعب حتى قبل أن يبادر بفعل شيء يشهر الحكم في وجهه البطاقة الصفراء، دون أن يكلّف نفسه عناء معرفة ما يريده اللاّعب، فربما هذا اللاّعب أراد أن يقول للحكم بأن بطنه يؤلمه أو ربما شقيقه أغمي عليه”، مضيفا “لم نتلق من الرابطة سوى رسائل تحمل تقييد عقوبات لجنة الانضباط”، وهو سرد جعل القاعة تنفجر ضحكا، مضيفا “لسنا ضد الحكّام، لكن نحن ضد نية بعضهم الخبيثة، فالحكم الدولي الذي يمكن أن يكون في المونديال، لا يدير المباريات في الجزائر بنفس الطريقة”. وقال ياحي بأن رؤساء الأندية ليست لديهم سلطة في الملاعب خلال المباريات “لأن الشرطة هي التي تسيّر كل شيء”، مضيفا “رؤساء الأندية يشتمون في الملاعب، وكلما تدخل الملعب تسمع الجماهير تردّد “اليوم.. اليوم نقلبوا الدنيا”، فالأمر ليس بالسهل علينا، واستغربت لمطلب أحدهم لرفع ميزانية رياضة التنس، فقلت لطالب زيادة الدعم “في رياضتكم لا يوجد سوى خذ.. خذ”، في إشارة إلى أن رياضة التنس لا تجعل المسيرين تحت ضغط الجماهير”.