لم يكن اجتماع أعضاء الجمعية العامة العادية لرابطة كرة القدم المحترفة "عاديا" هذه المرة، بعدما تحوّل النقاش بين الأعضاء من الحُكم على حصيلة نشاط الرئيس محفوظ قرباج إلى مرافعات تصبّ كلها في وعاء واحد، وتلتمس تجريد الاتحادية الجزائرية لكرة القدم من مجموعة من الصلاحيات لفائدة الرابطة، ومبرر هؤلاء إلغاء حُكم تقييد يدي رئيسها. شهدت محاكمة رئيس “الفاف” غيابيا بقاعة “الهڤار” لفندق “الهيلتون” بالجزائر العاصمة، توجيه اتهامات مباشرة للاتحادية بالقول بأنها تحوّلت إلى مملكة وبأن الحاكم فيها أصبح شبيها ب”الباشا” الذي يأمر ولا يستشير أحدا في القرارات التي يتخذها، واتفق بعض المتدخلين على هامش أشغال الدورة العادية على أن مشكل الكرة الجزائرية ينطلق أساسا من الاتحادية ومن هيمنتها على كل اللّجان التي تعتبر رئة الكرة، وأعلن هؤلاء بأن مهام الاتحادية تشمل كل ما يتعلّق بتطوير الكرة وبأن المنافسة من اختصاص الرّابطة، ومن ثمة أفضت آراء ومطالب المتدخلين إلى نتيجة واحدة تمثّلت في “كسر” هيمنة الاتحادية على “لواحق” الرابطة، بالدعوة إلى عقد دورة استثنائية بعد 15 يوما لمناقشة نقطة واحدة ووحيدة ضمن جدول الأعمال وهي مراجعة القانون الأساسي لرابطة كرة القدم المحترفة. ولم يتجرّأ رؤساء الأندية المحترفة أعضاء الجمعية العامة وهم يصعّدون لهجتهم خلال مداخلاتهم بشرح أسباب فشل الاحتراف، واستعراض سير الشركات نحو الإفلاس، وبالمطالبة أيضا بجعل لجنتي الانضباط والتحكيم تحت وصاية الرابطة، من باب أن التحكيم تمادى في ارتكاب الأخطاء وبأن غرامات لجنة الانضباط فاقت حدود المعقول، والحرص أيضا على تجريد “الفاف” من احتكار التفاوض حول حقوق البث التلفزيوني للمباريات، ذكر رئيس “الفاف” محمّد روراوة بالاسم، وكانت كلمات الناطق الرسمي لأولمبي الشلف، عبد الكريم مدوار، ورئيس مولودية الجزائر، بوجمعة بوملّة، ورئيس اتحاد الشاوية عبد المجيد ياحي والمناجير العام لشبيبة بجاية رشيد رجراج وماني سعادة رئيس ترجي مستغانم، تستهدف ضمنيا رئيس الاتحادية، غير أن لا أحد منهم تحلّى بالشجاعة والقول بأن روراوة هو المتهم الرئيسي في قضية دفع 32 ناديا بين عشية وضحاها في عالم الاحتراف دون جعل الشركات التي أسّستها هذه النوادي لارتداء ثوب الاحتراف، تحظى بطابع خاص يجعلها في منأى عن الإفلاس ويجنّبها الوقوع تحت مقصلة القانون التجاري وما يترتّب عنه من متابعات، ويضمن أيضا لهذه الشركات الديمومة. وخلُص أعضاء الجمعية العامة، سواء الأعضاء الذين أخذوا الكلمة أو الذين فضّلوا الاستماع إلى المداخلات فقط، بأن رئيس رابطة كرة القدم المحترفة محفوظ قرباج مكتوف اليدين بسبب احتكار الاتحادية لكل ما له علاقة مباشرة بالمنافسة، وهو غير قادر على ممارسة نفس الصلاحيات التي يمارسها نظراؤه من رؤساء الرابطات في أوروبا، وطالب المتدخّلون بصلاحيات أوسع للرّابطة على حساب الاتحادية، في أول خطوة عملية لجعل رابطة كرة القدم المحترفة، في نظرهم، تسير فعلا بطريقة احترافية. ورغم أن الدعوة إلى “كسر” هيمنة الاتحادية والاعتراف بأن صلاحيات الرّابطة تعرّضت للسطو لم تقابلها معارضة من أعضاء الجمعية العامة حتى بعد “رفع الجلسة”، إلاّ أن حديثا جانبيا لبعض الحضور حمل عبارات التحدّي لمن حضّروا قبل الجمعية العامة العادية لمحاكمة غيابيا لرئيس الاتحادية، بالقول بأن المتهم الرئيسي سيحضر غدا (اليوم) في دورة مماثلة، غير أنها تخص أشغال الاتحادية، ولن يتحلّى منتقدو رئيس “الفاف” في نظر هؤلاء، بالشجاعة لمواجهته بالتهم المنسوبة إليه، ولم يستبعد جميعهم تراجع كل عضو عن أقواله، فالحُكم النهائي في قضية رؤساء الأندية ضد رئيس “الفاف” يُعرف اليوم بذات الفندق. تصريحات بلعيد لكارن، رئيس اللّجنة الفدرالية للتحكيم “سنرى إن كان هؤلاء سيوجّهون نفس الانتقادات أمام روراوة” ❊ رفض رئيس اللّجنة الفدرالية لتحكيم بلعيد لكارن الرد على الانتقادات التي وجهها أعضاء الجمعية العامة للحكّام، مكتفيا بالقول بأنه يتعين على هؤلاء التحلي بالشجاعة ذاتها خلال الجمعية العامة للاتحادية. وقال لكارن في تصريح ل”الخبر” على هامش الجمعية العامة “سنرى إن كان هؤلاء سيوجّهون نفس الانتقادات أمام روراوة”، ليضيف “في كل البلدان تتولى الاتحادية الإشراف على سلك التحكيم، والسبب في ذلك يعود لجعل التحكيم بعيدا عن قبضة الأندية، هذا ما هو حاصل في كل البلدان وما يحدث في الجزائر ليس استثناء”، مشيرا بأنه لا يهتم لكل الانتقادات “فأنا أبلغ من العمر 74 عاما وأشعر بالتعب وأريد أن أرتاح”. وواصل لكارن يقول “ماذا عساني أن أقول، فكل واحد حرّ في رأيه، هم ينتقدون الحكّام، وأنا أقول بأن عهدتي شهدت إدارة ثلاثة حكّام جزائريين لنهائي دورة نهائية قارية في سنة واحدة، ويتعلق الأمر بالحكم مهدي عبيد شارف في الأقل من 20 سنة ومحمّد بنّزوة في “الشان” وجمال حيمودي في “الكان”، وهذا الأخير أدار المباراة الافتتحاية للدورة القارية، كما أن الحكّام الجزائريين يديرون منذ 2008 مباريات نهائية في كؤوس إفريقيا للأندية”. رشيد رجراج ينتفض على فوزي ڤليل ويصرّح “لا أحتاج إلى دروس والقوانين تدفع بنا نحو الإفلاس” ❊ لم يستسغ المناجير العام لشبيبة بجاية رشيد رجراج تصريحات نائب رئيس الرابطة فوزي ڤلّيل الذي أعلن خلال مداخلته بأن الأندية رفضت فتح رأس مال شركاتها، وبأن البعض منها تحايل على القانون باحتساب عقارات وأراض كرأس مال، داعيا الأندية إلى حضور دورات لأخذ دروس في جانب التسيير. وقال رجراج بصوت عال وهو يرد على ڤليل “لست بحاجة لأن يعلّمني أحد، فما نحتاجه هو رابطة تقف إلى جانبنا وتدافع عنّا، لأن المشكل اليوم في القوانين وفي الطابع القانوني للشركات التي تسير الأندية، يجب إعادة النظر فيها وإذا بقينا على هذه الحال، فإن الشركات جميعها تتجه إلى الإفلاس”، مضيفا “ڤليل استدل بفريق واحد وهو اتحاد الجزائر على أنه الوحيد الذي قام بالإجراءات القانونية المتعلقة بفتح رأس المال، وأنا أخبره اليوم بأننا في شبيبة بجاية قمنا بنفس الإجراء ولم أكن ملزما إخباره، مضيفا “المشكل أن الشركات ليس لديها أي نشاط وهي بالتالي لا تجني فوائد”، ليوجّه انتقادات للرابطة ويقول “من الغريب أن الشركات التي تسير الأندية مفلسة والرابطة تدر فوائد كل موسم من الغرامات المالية على الأندية”. هذا المنطق الغريب في نظر رجراج دفعه، وهو في قمّة الغضب، إلى “الخروج عن النص” باعترافه شخصيا أمام أعضاء الجمعية العامة حين قال “سأخرج عن الموضوع وأسرد لكم موقفا ربما ليست له علاقة مباشرة بموضوعنا، لكنه ذو معنى حول المنطق المقلوب، فقد شاهدت في تلفزيوننا العزيز وزيرا مرفوقا بالأمين العام للنقابة وهو يدعو الجزائريين إلى عدم اقتناء سخان من نوع خاص بحجة أنه خطر، قال هذا والسخان يباع بشكل عادي في كل المحلات، أي بلد هذا الذي ينصح فيه وزير الشعب بعدم اقتناء سخان هو معروض أصلا للبيع ولا يتم منع بيعه”، ليضيف أيضا “لجنة الانضباط تعاقبنا على إلقاء الأنصار للألعاب النارية و”الفيميجان” يدخل الجزائر بشكل عادي عبر الميناء”، ليقول وهو في قمة الغضب “لست مهتما بالسياسة ولن أصوّت”. وقال رجراج في آخر حديثه “لو نستفيد من 50 مليارا كل عام فإنها لن تحلّ المشكل في ظل القوانين الحالية”، مضيفا “الشرطة هي صاحبة القرار في الملاعب الجزائرية ونحن غرباء في الملاعب”. بوجمعة بوملّة، رئيس مولودية الجزائر “المشكل في القوانين التي تضرّ بمصالح الأندية” صرح رئيس مولودية الجزائر، بوجمعة بوملّة، بأن المشكل الذي يحول دون نجاح الاحتراف يكمن في القوانين التي أصبحت تضرّ بمصلحة الأندية الجزائرية. وقال بوملّة “الرابطة مكتوفة اليدين، ففي الوقت الذي تتطوّر فيه الكرة في العالم نجد أنفسنا نسير بنفس القوانين التي لا تخدمنا”، مضيفا “من الواجب أن تحظى الرابطة بصلاحيات أكبر، فتظلمات الأندية لا تجد من يسمعها اليوم، ولم نجن سوى العقوبات والغرامات من لجنة الانضباط في وقت لا تقوى الرابطة على فعل شيء، لذلك فنحن نندّد بهذا الوضع”. وأضاف يقول “من الضروري منح صلاحيات كبيرة للرابطة لو أردنا أن ينجح الاحتراف”. عبد الكريم مدوار (الناطق الرسمي لأولمبي الشلف) “المشكل ليس في قرباج لأن الرابطة لا تملك سلطة حقيقية” دعا النطاق الرسمي لأولمبي الشلف، عبد الكريم مدوار، إلى جعل رابطة كرة القدم المحترفة تتمتع بصلاحيات أكبر مما هو عليه الحال اليوم، مشيرا إلى أنه استقال في وقت سابق من عضوية مكتب الرابطة بعد ستة أشهر فقط على انتخابه “لأنني اكتشفت بأن الرابطة لا تملك سلطة حقيقية”. وقال مدوار على مسامع أعضاء الجمعية العامة “المشكل ليس في قرباج بل في القانون الأساسي الذي يحدّ من صلاحيات الرابطة، فحين تتحدث مع رئيس الرابطة عن التحكيم أو عن عقوبات لجنة الانضباط أو عن حقوق البث التلفزيوني للمباريات يردّ عليك بأن الأمر يتجاوزه وبأن ذلك لا يدخل ضمن صلاحياته، والحقيقة أن قرباج مكتوف اليدين بسبب القوانين، ولا يمكن لأي رئيس رابطة غيره أن يفعل أكثر منه”. وقارن المتحدث بين طريقة تسيير الكرة في الجزائر وأوروبا ليقول “في الدول المتقدّمة الرابطة هي التي تسيّر المنافسة، وعندنا القانون يقيدها، ولن يكون بمقدور أي رئيس فريق رفع شكواه لرئيس الاتحادية، لأن المسؤول أمام الأندية هو رئيس الرابطة، وهذا الأخير يجد نفسه مكتوف اليدين، لذلك نحن نطالب برابطة محترفة جديرة بهذا الاسم”. محفوظ قرباج، رئيس رابطة كرة القدم المحترفة “مستعدّ للرّحيل إذا ترشّح أي واحد منكم” أبدى رئيس رابطة كرة القدم المحترفة، محفوظ قرباج، استعدادا لترك منصبه في حال إبداء أي عضو من أعضاء الجمعية العامة رغبة في الترشّح. وقال قرباج، وهو يخاطب الأعضاء على مسمع من رئيس اللّجنة الفدرالية للتحكيم، بلعيد لكارن، ورئيس لجنة الانضباط حميد حدّاج: “تعرّضت لانتقادات شديدة وأشكر كل من ساندني، غير أنني مستعد اليوم للرحيل لو يترشّح أي واحد منكم لمنصب رئاسة الرابطة”. وأكد الرئيس قرباج أيضا بأن منصبه لا يجعله يستفيد ماليا، مضيفا “الرابطة لا أجني منها أي فائدة”، مشيرا “أعترف بأن ثمة نقائص لكننا نعمل جاهدين على تصحيحها، فحتى الوزير دقّ ناقوس الخطر ولم يستعمل أبدا لغة الوعيد”. ولم يعلن قرباج عن رحيله ولم يعلن استقالته وترك الانطباع بأنه سيكمل عهدته إلى غاية 2016”.