أطلق الرئيس السابق لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي، خارطة طريق ”للخروج من النظام القائم”، معتبرا لدى نزوله ضيفا على ”فوروم” يومية ”ليبرتي” أن ”الجزائر لا تواجه اليوم أزمة سياسية بل انسدادا تاريخيا”. سعيد سعدي تحدث بصفته ”مواطنا قلقا” على بلاده وقال ”أنا انسحبت من السياسة ولم أتقاعد عن السياسة”. وتتمثل خارطة الطريق التي يقترحها المتحدث في ”مسعى منظم للخروج من النظام القائم منذ سنة 62”، ويمكن تجسيد هذا المسعى من خلال ”المرحلة الانتقالية التي تنادي بها أصوات قياديين حزبيين شباب وشخصيات ليس لها أي طموح سياسي”، ويشترط سعدي أن تكون المرحلة الانتقالية محدودة في الزمن وفي أقرب الآجال، وتشرف عليها مجموعة من الشخصيات المستقلة التي لا يمكنها أن تترشح في المواعيد الانتخابية ما بعد المرحلة الانتقالية. كما يشترط من الأطراف المشاركة في المرحلة الانتقالية: الالتزام بدفتر شروط يحدد الإرادة الشعبية كمصدر وحيد للشرعية، مع جعل حقوق الأقلية غير قابلة للخرق من قبل الأغلبية الحاكمة. أما عن جدول أعمال المرحلة الانتقالية، فحصره سعيد سعدي في إعداد الدستور عن طريق إجماع كل الفاعلين السياسيين والاجتماعيين، وإن اقتضى الأمر عن طريق الاستفتاء، ثم يتوج هذا المسار بانتخابات تشريعية ورئاسية. ويرفض سعيد سعدي أن يكون النظام هو الحكم في المرحلة الانتقالية، بل يعتبره طرفا ككل الأطراف الأخرى، وهو ما يعيبه على نداء رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش الذي قال عنه سعدي ”لم أفهم جيدا رسالته، كيف يرفض أن يترشح ضد مرشح النظام؟”. كما دعا سعدي كافة المترشحين للترشح إلى الانسحاب، وترك بوتفليقة مرشحا وحيدا، ومن ثمة ”رئيس يرأس نفسه فقط” بعد 17 أفريل. لكن الرئيس الأسبق للأرسيدي لا يوافق من يدعون بوتفليقة لعدم الترشح، معتبرا الدستور الحالي يسمح له بالترشح، وقال إن خرق الدستور وقع عندما رفع تحديد عدد العهدات الرئاسية باثنتين. وعليه يرى سعدي أنه ”لا يمكننا أن نحل المشكلة دائما بخرق القوانين والدستور”، لكنه في نفس الوقت أشار إلى حالة واحدة يمكن فيها منع بوتفليقة من الترشح دستوريا وهي المانع الصحي. وفي رأي سعدي دائما لا يوجد أي صراع بين ”دياراس” والرئيس بوتفليقة، واعتبر أن من حق سعداني أن يتحدث عن ”الدياراس” الذي قال إنه ”مجرد هيئة داخل مؤسسة الجيش وليس مؤسسة في حد ذاته”. أما عن الجنرال بن حديد، فتساءل سعدي هل هو عسكري؟ وفي هذه الحالة هو مطالب باحترام الانضباط الذي يحكم مؤسسته، أم هو عسكري سابق؟ وبالتالي يحق له أن يتحدث كمواطن وليس باسم رفقائه في الجيش. ورفض سعدي تشبيه المرحلة الحالية بسنة 92 بالرغم من المخاطر الأمنية التي تحيط بنا على المستوى الجهوي. وأعاد للحاضرين في قاعة الندوات بمقر يومية ”ليبرتي” تصريحاته عبر القناة الإذاعية الثالثة آنذاك، حيث قال ”أنا لم أرفض أبدا الاعتراف بفوز الفيس ولم يكن ذلك يقلقني، ولكن بعدما بدأت التهديدات بترحيل كل من لم يصوت لصالح الفيس كان لا بد من وقف الانزلاق”. ويرى سعدي أن الإسلاميين اليوم نضجوا كثيرا ولا يهددون معارضيهم في حالة فوزهم بالانتخابات، داعيا إياهم وكل الأطراف السياسية للمشاركة في المرحلة الانتقالية التي يقترحها لإنقاذ الجزائر. وحذر من خطر اختصار الوضع الحالي في شخص بوتفليقة، وإن كان هذا الأخير ”مطالبا بتقديم الحساب عن حصيلته يوما ما” يقول سعدي، مضيفا ”تحويل بلد بحجم الجزائر إلى قبيلة سيترك لا محالة آثارا”.