المرحلة الانتقالية هي الحل الوحيد لإحداث التغيير الذي أجهض في 1988 قال الزعيم السابق لحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، إن الحل الوحيد لانقاذ الجزائر من الانزلاق ومواجهة دموية، هو إقرار مرحلة انتقالية تشارك فيها الشخصيات الوطنية والأحزاب السياسية، تنتهي بصياغة دستور جديد وإرساء نظام ديمقراطي بديل، معتبرا أن الفرصة الآن سانحة لإحداث التغيير الذي أجهض حسبه سنة 1988. ونفى سعدي أن يكون هناك خلاف جوهري بين ”الدياراس” والرئيس، لأنهم هم من صنعوه ومنحوه صكا أبيض في تعديله لدستور 2008، داعيا للانسحاب قصد جر بوتفليقة لوضع محرج وصعب أمام المجتمع الدولي، ما دامت اللعبة مغلقة داخليا بإحكام. سعيد سعدي الذي عاد للساحة السياسية بعد سنتين من الانسحاب، أوضح في فوروم جريدة ”ليبرتي” أن الوضع الداخلي والخارجي للجزائر خطير وهو على المحك، ونصح الشخصيات السياسية والأحزاب والمجتمع المدني للانخراط في مسار التغيير كل من موقعه، لأن الفرصة سانحة بعد الفشل في تحقيقه سنة 1988، على حد قوله، معتبرا أن الإشكال ليس في تقدم بوتفليقة لولاية رابعة، لأن ذلك كان مخططا له سنة 2008، عندما تم تعديل الدستور وإدراج تعديلات هامة، منها تعيين محيط الرئيس في أهم الوزارات، والمراكز الفاعلة المؤثرة على نتائج الانتخابات، مستشهدا بالمجلس الدستوري الذي تحفظ على تفعيل المادة 88، متبوعا بوزارة العدل والداخلية. ونفى سعيد سعدي أن يكون الصراع بين جهاز الاستخبارات والرئاسة بالحدة التي يتصورها البعض، مستدلا بالترتيبات والجهود التي بذلت من أجل إيصال بوتفليقة للحكم سنة 1999، ثم تزكيته في 2004، وتعديل الدستور في 2008، من أجل تمديد فترة حكمه، وهو ما سيكون في 2014، ملخصا الإشكال في صراع الأجنحة، في المصالح والتفاصيل، وليس اختلافها حول المبدأ في حد ذاته، وواصل بأن ذلك مكرس منذ سنة 1962 وإلى غاية الآن، معبرا عن أسفه لحديث بعض الجنرالات المتقاعدين باسم الجيش وهم خارجه، وخص بالتحديد الجنرال بن حديد. وقال المتحدث في رده على سؤال ”الفجر” حول الإجراءات العملية لتكريس المرحلة الانتقالية، إن المرحلة الانتقالية يمكن أن تشمل وجوها من النظام، ومن هم الآن في السلطة، تجنبا للتصادم، شريطة أن يكون هناك دفتر شروط يحدد بدقة ضمان الحريات للأقليات مهما كانت طبيعتها، تفاديا لتكرار ما وقع مع جبهة الإنقاذ، وقصد قطع الطريق أمام أي مجموعة في المستقبل، للانفراد بالحكم وفرض منطقها خارج اللعبة الديمقراطية. وتابع سعيد سعدي، في رده على سؤال ”الفجر” بخصوص الرسالة التي بعث بها رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، أنها ”موجهة للجيش وليس للمواطن، ولهذا أنا أختلف معه في هذه النقطة”، وأضاف أنها حملت نوعا من التناقض فيما يتصل بالدور الذي تلعبه السلطة المضادة، في وقت وجه فيه دعوة لتدخل الجيش، فهي في تقديري ليست حاملة للحلول الكاملة”، مبرزا في رده على أسئلة الصحافة، أن تمسك بن فليس بالسباق الانتخابي رغم أن اللعبة مغلقة وبوتفليقة أعد ترتيبات مسبقة لصالحه، ومحيطه مستعد لأي سيناريو إلا التنازل عن الحكم، هو بمثابة انتحار، لأن النتائج معروفة. وأضاف أن المتسابقين مدعوون للانسحاب، وفي ذلك عقاب قوي لبوتفليقة الذي سيجد نفسه رئيسا على نفسه، ودعا المواطن للانخراط في المسعى من خلال مقاطعة الانتخابات.